ضمائم باب هفتم

(زمان خواندن: 53 - 105 دقیقه)

خطبه حضرت فاطمه عليهاالسلام
اين خطبه در جلد 29 بحارالانوار، صفحات 215-333، با تحقيق و پاورقى شيخ عبدالزهراء علوى نقل شده است كه آن را عينا از آنجا نقل مى كنيم ، و سپس ‍ توضيحاتى درباره اسناد و مصادر اين خطبه ارائه خواهد شد و متن تصحيح شده آن را با ترجمه به فارسى تقديم مى نماييم .
خطبه حضرت فاطمه عليهاالسلام در بحارالانوار با شرح علامه مجلسى
اعلم اءن هذه الخطبة من الخطب المشهورة روتها الخاصة و العامة باءسانيد متضافرة :
1 قال عبدالحميد بن اءبى الحديد (1) فى شرح كتابه عليه السلام الى عثمان بن حنيف عند ذكر الاخبار الواردة فى فدك حيث قال : الفصل الاول فيما ورد من الاخبار و السير المنقولة من اءفواه اءهل الحديث و كتبهم لا من كتب الشيعة و رجالهم . و جميع ما نورده فى هذا الفصل من كتاب اءبى بكر اءحمد بن عبدالعزيز الجوهرى فى السقيفة و فدك و اءبوبكر الجوهرى هذا عالم محدث كثير الادب ثقة ورع عليه المحدثون و رووا عنه مصنفاته و غير مصنفاته ثم قال : قال اءبوبكر: حدثنى محمد بن زكريا، عن جعفر بن محمد بن عمارة عن اءبيه عن الحسن بن صالح قال : حدثنى ابن خالات من بنى هاشم (2) عن زينب بنت على بن ابى طالب عليه السلام .
قال : و قال جعفر بن محمد بن عمارة : حدثنى ابى ، عن جعفر بن محمد (3) ابن على بن الحسين ، عن اءبيه .
قال اءبوبكر: و حدثنى عثمان بن عمران العجيفى ، عن نائل بن نجيح ، عن عمرو بن شمر (4) عن جابر الجعفى ، عن اءبى جعفر محمد بن على عليه السلام .
قال ابوبكر: و حدثنى اءحمد بن محمد بن زيد (5) عن عبدالله بن محمد بن سليمان ، عن اءبيه عن عبدالله (6) بن الحسن .
قالوا جميعا: لما بلغ فاطمة عليهاالسلام اجماع اءبى بكر على منعها فدك ، لاثت (7) خمارها و اءقبلت فى لمة من حفدتها و نساء قومها تطاء ذيولها (8)، ما تخرم مشيتها مشية رسول الله حتى دخلت على اءبى بكر و قد حشد الناس من المهاجرين و الانصار فضربت بينهم و بينها (9) ريطة بيضاء، و قال بعضهم : قبطية و قالوا: قبطية بالكسر و الضم ... ثم اءنت اءنة اءجهش (10) لها القوم بالبكاء، ثم اءمهلت طويلا حتى سكنوا من فورتهم ، ثم قالت :
اءبتدى بحمد من هو اءولى بالحمد و الطول و المجد، الحمد لله على ما اءنعم و له الشكر بما اءلهم . و ذكر خطبة طويلة جدا ثم (11) قالت فى آخرها: فاتقوالله حق تقاته و اءطيعوه فيما اءمركم به ... الى آخر الخطبة ، انتهى كلام ابن اءبى الحديد (12)
2 و قد اءورد الخطبة على بن عيسى الاربلى فى كتاب كشف الغمة (13) قال : نقلتها من كتاب السقيفة تاءليف اءحمد (14) بن عبدالعزيز الجوهرى من نسخة قديمة (15) مقروءة على مؤ لفها المذكور، قرئت عليه فى ربيع الاخر سنة اثنين و عشرين و ثلاثمائة ، روى عن رجاله من عدة طريق : اءن فاطمة عليهاالسلام لما بلغها اجماع اءبى بكر... الى آخر الخطبة .
و قد اءشار اليها المسعودى فى مروج الذهب . (16)
و قال السيد المرتضى رضى الله عنه فى الشافى (17)، اءخبرنا اءبوعبدالله محمد بن عمران المرزبانى ، عن محمد بن اءحمد (18) الكاتب ، عن اءحمد بن عبيدالله النحوى (19) عن الزيادى ، عن شرفى (20) بن قطامى عن محمد بن اسحاق ، عن صالح بن كيسان ، عن عروة عن عائشة .
قال المرزبانى : و حدثنى اءحمد بن محمد المكى ، عن محمد بن القاسم اليمانى (21)، قال : حدثنا ابن عائشة قالوا: لما قبض رسول الله صلى الله عليه و آله اءقبلت فاطمة عليهاالسلام فى لمة من حفدتها اءبى بكر...
و فى الرواية الاولى : قالت عائشة : لما سمعت فاطمة عليهاالسلام اجماع اءبى بكر على منعها فدك لاتت (22) خمارها على راءسها و اشتملت بجلبابها، و اءقبلت فى لمة من حفدتها ثم اتفقت الروايتان من هاهنا و نساء قومها... و ساق الحديث نحو ما مر الى قوله : افتتحت كلامها بالحمدلله عزوجل و الثناء عليه و الصلاة على رسول الله صلى الله عليه و آله ، ثم قالت : لقد جاءكم رسول من اءنفسكم ... الى آخرها.
اءقول : و سياءتى اءسانيد اخرى سنوردها من كتاب اءحمد بن اءبى طاهر
3 و روى الصدوق رحمه الله بعض فقراتها المتعلقة بالعلل فى علل الشرايع (23) عن اءحمد بن محمد بن جابر عن زينب بنت على عليه السلام
4 قال : و اءخبرنا (24) على بن حاتم عن محمد بن اءسلم عن عبدالجليل الباقطانى (25) عن الحسن بن موسى الخشاب عن عبدالله بن محمد العلوى عن رجال من اءهل بيته عن زينب بنت على عن فاطمة عليهاالسلام بمثله
5 و اءخبرنى (26) على بن حاتم عن اءبى عمير (27) عن محمد بن عمارة عن محمد بن ابراهيم المصرى عن هارون بن يحيى (28) عن عبيدالله بن موسى العبسى عن حفص الاحمر عن زيد بن على بن عمته زينب بنت على عن فاطمة عليهاالسلام ، و زاد (29) بعضهم على بعض فى اللفظ.
اءقول : قد اءوردت ما رواه فى المجلد الثالث (30)، و انما اءوردت الاسانيد هنا ليعلم اءنه روى هذه الخطبة باءسانيد جمة
6 و روى الشيخ المفيد الابيات المذكورة فيها بالسند المذكور فى اءوائل الباب (31)
7 و روى السيد ابن طاوس رضى الله عنه فى كتاب الطرائف (32) موضع الشكوى و الاحتجاج من هذه الخطبة عن الشيخ اءسعد بن شفروة (33) فى كتاب الفائق (34) عن الشيخ المعظم عندهم الحافظ الثقه بينهم اءحمد موسى بن مردويه الاصفهانى فى كتاب المناقب قال : اءخبرنا اسحاق بن عبدالله ابراهيم عن (35) شرفى بن قطامى عن صالح بن كيسان عن الزهرى عن عروة عن عائشة
8 و رواها الشيخ اءحمد بن اءبى طالب الطبرسى فى كتاب الاحتجاج (36) مرسلا، و نحن نوردها بلفظه ، ثم نشير الى موضع التخالف بين الروايات فى اءثناء شرحها ان شاءالله تعالى .
قال رحمه الله : روى عبدالله بن الحسن باسناده عن آبائه عليهم السلام : اءنه لما اءجمع اءبوبكر (37) على منع فاطمة عليهاالسلام فدك ، و بلغها ذلك لاتت (38) خمارها على راءسها و اشتملت بجلبابها و اءقبلت فى لمة من حفدتها و نساء قومها تطاء ذيولها، ما تخرم مشيتها مشية رسول الله صلى الله عليه و آله حتى دخلت على اءبى بكر و هو فى حشد من المهاجرين و الانصار و غيرهم فنيطت دونها ملاءة ، فجلست ثم اءنت اءنه اءجهش القوم لها بالبكاء، فارتج المجلس ، ثم اءمهلت هنيئة حتى اذا سكن نشيج القوم و هداءت فورتهم ، افتتحت الكلام بحمدلله و الثناء عليه و الصلاة على رسول الابشرط (39) صلى الله عليه و آله ، فعاد القوم فى بكائهم فلما اءمسكوا عادت فى كلامها.
فقالت عليهاالسلام : الحمدلله على ما اءنعم ، و له الشكر على ما اءلهم ، و الثناء بما قدم من عموم نعم ابتداها، و سبوغ آلاء اءسداها، و تمام منن والاها (40)، جم عن الاحصاء عددها، و ناءى عن الجزاء اءمدها، و تفاوت عن الادراك اءبدها، و ندبهم لاستزادتها بالشكر لا تصالها، و استحمد الى الخلائق باجزالها، و ثنى بالندب الى اءمثالها، و اءشهد اءن لا اله الا الله وحده لا شريك له ، كلمة جعل الاخلاص تاءويلها، و ضمن القلوب موصولها، و اءنار فى الفكرة (41) معقولها، الممتنع من الابصار رؤ يته ، و من الالسن صفته ، و من الاوهام كيفيه ، ابتدع الاشياء لا من شى ء كان قبلها، و اءنشاءها بلا احتذاء اءمثلة امتثلها كونها بقدرته ، و ذراها بمشيته ، من غير حاجة منه الى تكوينها، و لا فائدة له فى تصويرها، الا تثبيتا لحكمته ، و تنبيها على طاعته ، و اظهارا لقدرته ، و (42) تعبدا لبريته ، اعزازا لدعوته ، ثم جعل الثواب على طاعته ، و وضع العقاب على معصيته زيادة (43) لعباده عن (44) نقمته و حياشة منه (45) الى جنته و اءشهد اءن اءبى محمدا صلى الله عليه و آله عبده و رسوله ، اختاره و انتجبه (46) قبل اءن اءرسله ، و سماه قبل اءن اجتبله (47) و اصطفاه قبل ان ابتعثه ، اذ الخلائق بالغيب مكنونة ، و بستر الاهاويل مصونة ، و بنهاية العدم مقرونة ، علما من الله تعالى بمايل الامور (48) و احاطة بحوادث الدهور، و معرفة بمواقع المقدور (49)، ابتعثه الله تعالى (50) اتماما لامره ، و عزيمة على امضاء حكمه ، و انفاذا لمقادير حتمه (51)، فراءى الامم فرقا فى اءديانها، عكفا على نيرانها، عائدة لاوثانها، منكرة لله مع عرفانها، فاءنار الله بمحمد (52) صلى الله عليه و آله ظلمها، و كشف عن القلوب بهمها، و جلى عن الابصار غممها، و قام فى الناس ‍ بالهداية ، و اءنقذهم (53) من الغواية ، و بصرهم من العماية ، و هداهم الى الدين القويم ، و دعاهم الى الطريق المستقيم ، ثم قبضه الله اليه قبض راءفة و اختيار، و رغبة و ايثار بمحمد (54) عن (55) تعب هذه الدار فى راحة ، قد حف بالملائكة الابرار، و رضوان الرب الغفار، و مجاورة الملك الجبار، صلى الله على اءبى نبيه و اءمينه على الوحى و صفيه (56) و خيرته من الخلق و رضية (57)، و السلام عليه و رحمة الله و بركاته .
ثم التفت (58) الى اءهل المجلس ، و قالت : اءنتم عبادالله نصب اءمره و نهيه ، و حملة دينه و وحيه ، و اءمناءالله على اءنفسكم ، و بلغاؤ ه الى الامم ، و زعمتم حق لكم لله (59) فيكم عهد (60) قدمه اليكم ، و بقية استخلفها عليكم ، كتاب الله الناطق ، و القرآن الصادق ، و النور الساطع ، و الضياء اللامع ، بينة بصائرة ، منكشفة سرائره ، متجلية (61) ظواهره ، مغتبطة (62) به اءشياعه ، قائد الى الرضوان اتباعه ، مؤ د الى النجاة اءسماعه (63)، به تنال حجج الله المنورة ، و عزائمه المفسرة ، و محارمة المحذرة ، و بيناته الجالية ، و براهينة الكافية ، و فضائلة المندوبة ، و رخصه الموهوبة ، و شرائعه المكتوبة ، فجعل الله الايمان تطهيرا لكم من الشرك ، و الصلاة تنزيها لكم عن الكبر، و الزكاة تزكية للنفس و نماء فى الرزق ، و الصيام تثبيتا للاخلاص ، و الحج تشييدا للدين ، و العدل تنسيقا للقلوب ، و طاعتنا نظاما للملة ، و امامتنا اءمانا من الفرقة (64)، و الجهاد عزا للاسلام ، و الصبر معونة على استيجاب الاجر، و الامر بالمعروف مصلحة للعامة ، و بر الوالدين وقاية من السخط، و صلة الارحام منماة (65) للعدد، و القصاص حقنا للدماء، و الوفاء بالنذر تعريضا للمغفرة ، و توفية الميكائيل و الموازين تغييرا للبخس ، و النهى عن شرب الخمر تنزيها عن الرجس ، و اجتنباب القذب حجابا عن العنة ، و ترك السرقة ايجابا للعفة (66)، و حرم الله الشرك اخلاصا له بالربوبية ، ف (اءتقواالله حق تقاته و لا تموتن الا و اءنتم مسلمون ) (67) و اءطيعوا الله فيما اءمركم به و نهاكم عنه فانه (انما يخشى الله من عباده العلما) (68)
ثم قالت : اءيها الناس ! اعلموا اءنى فاطمة و اءبى محمد صلى الله عليه و آله ، اءقول عودا و بدءا، (69) و لا اءقول ما اءقول غلطا، و لا اءفعل ما اءفعل شططا (لقد جاءكم رسول من اءنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤ منين رءوف رحيم ) (70) فان تعزوه و تعرفوه تجدوه اءبى دون نسائكم ، و اءخا ابن عمى دون رجالكم ، و لنعم المعزى اليه صلى الله عليه و آله ، فبلغ صادعا بالنذارة ، مائلا عن مدرجة المشركين ، ضاربا ثبجهم ، اءخذا باكظامهم ، داعيا الى سبيل ربه بالحكمة و الموعظة الحسنة ، يكسر (71) الاصنام ، و ينكث الهام ، حتى انهزم الجمع و ولو الدبر، حتى تفرى الليل عن صبحه ، و اءسفر الحق عن محضه ، و نطق زعيم الدين ، و خرست شقاشق الشياطين ، و طاح و شيظ النفاق ، و انحلت عقد الكفر، و الشقاق ، و فهتم بكلمة الاخلاص فى نفر من البيض الخماص ، و كنتم على شفا حفرة من النار، مذقة الشارب ، و نهزة الطامع ، و قبسة العجلان ، و موطى ء الاقدام ، تشربون الطرق ، و تقاتون الورق (72)، اذلة خاسئين ، تخافون اءن يتخطفكم الناس من حولكم ، فانقذكم الله تبارك و تعالى بمحمد صلى الله عليه و آله بعد اللتيا و التى ، و بعد اءن منى ببهم الرجال ، و ذؤ بان العرب ، و مردة اءهل الكتاب (و كلما اءوقدوا نارا للحرب اءطفاءها الله ) (73) اءو نجم قرن للشيطان ، و فغرت فاغرة من المشركين ، قذف اءخاه فى لهواتها، فلا ينكفى ء حتى يطاء صماخها (74) باءخمصه ، و يخمد لهبها بسيفه ، و مكدودا فى ذات الله ، و (75) مجتهدا فى اءمرالله ، قريبا من رسول الله ، سيد اءولياءالله (76) مشمرا ناصحا، مجدا كادحا، و اءنتم (77) فى رفاهية من العيش ، وادعون فاكهون آمنون ، تتربصون بنا الدوائر، و تتوكفون الاخبار، و تنكصون عند النزال ، و تفرون عند (78) القتال : فلما، اختار الله لنبيه دار اءنبيائه ، و ماءوى اءصفيائه ، ظهر فيكم حسيكة (79) النفاق ، و سمل جلباب الدين ، و نطق كاظم الغاوين ، و نبغ خامل الاقلين ، و هدر فنيق المبطلين فخطر فى عرصاتكم ، و اطلع الشيطان راءسه من مغرزه هاتفا، فاءلفاكم لدعوته مستجيبين ، و للعزة (80) فيه ملاحظين ، ثم استنهضكم فوجدكما خفافا، و اءحمشكم (81) فاءلفاكم غضابا، فوسمتم غير ابلكم ، و اءوردتم غير شربكم (82)، هذا و العهد قريب ، و الكلم رحيب ، و الجرح لما يندمل ، و الرسول لما يقبر، ابتدارا زعمتم خوف الفتنة (اءلا فى الفتنة سقطوا و ان جهنم لمحيطة بالكافرين ) (83)، فهيهات منكم ! و كيف بكم ؟! و اءنى تؤ فكون ؟ و كتاب الله اءظهركم ، اءموره ظاهرة ، و احكامه زاهرة ، و اءعلام باهرة ، و زواجره لائحة ، و اءوامره واضحة قد (84) خلفتموه وراء ظهوركم ، اءرغبة عنه تريدون ...؟ (85) ام بغيره تحكمون ؟! (بئس للظالمين بدلا) (86) (و من يبتغ غير الاسلام دينا فلن يقبل منه و هو فى الاخرة من الخاسرين ) (87) ثم (88) لم تلبئوا الا ريث اءن تسكن نفرتها، و يسلس قيادها، ثم اءخذتم تورون وقدتها، و تيجون جمرتها، و تستجيبون لهتاف الشيطان الغوى ، و اطفاء اءنوار الدين الجلى ، و اهماد (89) سنن النبى الصفى ، تسرون حصوا (90) فى ارتغاء، و تمشون لاهله و ولده فى الخمر (91) و الضراء، و نصير (92) منكم على مثل حز المدى و خز السنان فى الحشاء، و اءنتم (93) تزعمون الا ارث لنا (افحكم الجاهلية يبغون و من اءحسن من الله حكما لقوم يوقنون ) (94) اءفلا تعلمون ؟! بلى تجلى (95) لكم كالشمس الضاحية اءنى ابنته اءيها المسلمون ، اءاءغلب على ارثيه ؟! (96)
يابن اءبى قحافة ، اءفى كتاب الله اءن ترث اءباك و لا اءرث اءبى ؟! (لقد جئت شيئا فريا) (97) اءفعلى عمد تركتم كتاب الله و نبذتموه وراء ظهوركم اذ يقول : (و ورث سليمان داود) (98)؟! و قال فيها اقتص من خبر يحيى بن زكريا عليه السلام اذ قال : رب (99) (هب لى من لدنك وليا يرثنى و يرث من آل يعقوب ) (100) و قال : (و اءولواالارحام بعضهم اءولى ببعض فى كتاب الله ) (101) و قال : (يوصيكم الله فى اءولادكم للذكر مثل حظ الانثيين ) (102) و قال : (ان ترك خيرا الوصية للوالدين و الاقربين بالمعروف حقا على المتقين ) (103) و زعمتم الا (104) حظوة لى و لا ارث من اءبى و لا رحم بيننا، اءفخصكم الله باية اءخرج منها اءبى (105) اءم هل تقولون اءهل (106) ملتين لا يتوارثان ؟! اءو لست (107) اءنا و اءبى من اءهل ملة واحدة ؟ اءم اءنتم اءعلم بخصوص القرآن و عمومة من اءبى و ابن عمى ؟! فدونكما (108) مخطومة (109) مرحولة تلقاك يوم حشرك ، فنعم الحكم الله ، و الزعيم محمد، و الموعد القيامة ، و عند الساعة ما تخسرون (110) و لا ينفعكم اذ تندومون ، و (لكل نباء مستقر) (111) و (سوف تعلمون من ياءتيه عذاب يخزيه و يحل عليه عذاب مقيم ) (112)
ثم رمت بطرفها نحو الانصار فقالت : يا معاشر الفتية (113) و اءعضاد الملة ، و انصار الاسلام (114)، ما هذه الغميزة فى حقى ، و السنة عن ظلامتى ، اءما كان رسول الله صلى الله عليه و آله اءبى يقول : المرء يحفظ فى ولده ، سرعان ما اءحدثتم ، و عجلان ذا اهالة و لكم طاقة بما اءحاول ، و قوة على ما اءطلب و اءزاول ، اءتقولون مات محمد صلى الله عليه و آله ، فخطب جليل استوسع و هنه (115)، و استنهر فتقه ، و انفتق رتقه ، و اظلمت الارض لغيبته ، و كسفت (116) النجوم لمصيبته ، و اكدت الامال ، و خشعت الجبال ، و اضيع الحريم ، و ازيلت الحرمة (117) عند مماته ، فتلك والله النازلة الكبرى ، و المصيبة العظمى ، لا (118) مثلها نازلة ، و لا بائقة عاجلة ، اءعلن بها كتاب الله جل ثناؤ ه فى اءفنيتكم (119) فى (120) ممساكم و مصبحكم ، هاتفا (121) و صراخا، و تلاوة و اءلحانا و لقبله ما حل (122) باءنبياءالله و رسله ، حكم فصل و قضاء حتم (و ما محمد الا رسول قد خلت من قبله الرسل اءفاين مات اءو قتل انقلبتم على اءعقابكم و من ينقلب على عقبيه فلن يضرالله شيئا و سيجزى الله الشاكرين ) (123)
ايها بنى قيلة ! اءاءهضم تراث اءبى (124) و اءنتم بمراءى منى و مسمع و مبتد (125) و مجمع ؟ تلبسكم الدعوة ، و تشملكم الخبرة ، و اءنتم ذا (126) العدد و الاداة و القوة ، و عندكم السلاح و الجنة ، توافيكم الدعوة فلا تجيبون ، و تاءتيكم الصرخة فلا تغيثون ، و اءنتم موصوفون بالكفاح ، معروفون بالخير و الصلاح ، و النجبة التى انتجبت (127) و الخيرة التى اختيرت (128)، قاتلتم العرب ، و تحملتم الكدو التعب ، و ناطحتم الامم ، و كافحتم البهم ، فلا نبرح (129) اءو تبرحون ، ناءمركم فتاءتمرون ، حتى اذا دارت بنا رحى الاسلام ، و در حلب الايام ، و خضعت ثغرة الشرك ، و سكنت فورة الافك ، و خمدت نيران الكفر، و هداءت دعوة الهرج ، و استوسق نظام الدين ، فاءنى حرتم (130) بعد البيان ، و اءسررتم بعد الاعلان ، و نكصتم بعد الاقدام ، و اءشركتم بعد الايمان (اءلا تقاتلون قوما (131) نكثوا اءيمانهم (132) و هموا باخراج الرسول و هم بدؤ كم اءول مرة اءتخشونهم فالله اءحق اءن تخشوه ان كنتم مؤ منين ) (133) اءلاقد (134) اءرى اءن قد اءخلدتم الى الخفض ، و اءبعدتم من هو اءحق بالبسط و القبض ، و خلوتم بالدعة ، و نجوتم من الضيق بالسعة (135)، فمججتم ما وعيتم ، و دسعتم الذى تسوغتم ، ف (ان تكفروا اءنتم و من فى الارض جميعا فان الله لغنى حميد) (136) اءلا قد قلت ما قلت (137) على معرفة منى بالخذلة (138) التى خامرتكم ، و الغدرة التى استشعرتها قلوبكم ، و لكنها فيضة النفس ، و نفثة الغيظ، و خور القنا (139) و بثة الصدر، و تقدمه الحجة ، فدونكموها فاحتقبوها دبرة الظهرة ، نقبة الخف ، باقية العار، موسومة بغضب الله (140) و شنار الابد، موصولة ب (نارالله الموقدة # التى تطلع على الافئدة ) (141) فبعين الله ما تفعلون (و سيعلم الذين ظلموا اءى منقلب ينقلبون ) (142)
و اءنا ابنة نذير لكم بين يدى عذاب شديد ف (اعلموا... انا عاملون ) (143) (و انتظروا انا منتظرون ) (144)
فاءجابها اءبوبكر عبدالله بن عثمان ، فقال يا بنة (145) رسول الله صلى الله عليه و آله ! لقد كان اءبوك بالمؤ منين عطوفا كريما، رؤ وفا رحيما، و على الكافرين عذابا اءليما، و عقابا عظيما، فان (146) عزوناه وجدناه اءباك دون النساء، و اءخا لبعلك (147) دون الاخلاء (148) آثرة على ، كل حميم ، و ساعده فى كل اءمر جسيم ، لا يحبكم الا كل (149) سعيد، و لا يبغضكم الا كل شقى (150) فاءنتم عترة رسول الله صلى الله عليه و آله الطيبون و الخيرة المنتجبون ، على الخير اءدلتنا و الى الجنة مسالكنا، و اءنت يا خيرة النساء و ابنة خير الانبياء صادقة فى قولك ، سابقة فى وفور عقلك ، غير مردودة عن حقك و لا مصدودة عن صدقك ، و (151) والله ماعدوت راءى رسول الله صلى الله عليه و آله و لا عملت الا باذنه و ان (152) الرايد لا يكذب اءهله ، و انى اءشهدالله و كفى به شهيدا اءنى سمعت رسول الله صلى الله عليه و آله و يقول : نحن معاشر الانبياء لا نورث ذهبا و لا فضة و لا دارا و لا عقارا و انما نورث الكتب (153) و الحكمة و العلم و النبوة ، و ما كان لنا من طعمة فلولى الامر بعدنا ان يحكم فيه بحكمة . و قد جعلنا ما حاولته فى الكراع و السلاح يقاتل به (154) المسلمون و يجاهدون الكفار، و يجادلون المردة ،
ثم (155) الفجار، ذلك باجماع من المسلمين ، لم اءتفرد به (156) وحدى و لم اءستبد بما كان الراءى فيه (157) عندى ، و هذه حالى و مالى هى لك و بين يديك لا نزوى (158) عنك و لا ندخر دونك ، و اءنت سيدة (159) امة اءبيك ، و الشجرة الطيبة لبنيك لا يدفع (160) مالك من فضلك و لا يوضع من (161) فرعك و اءصلك ، حكمك نافذ فيما ملكت يداى ، فهل ترين اءن اخالف فى ذلك اءباك صلى الله عليه و آله ؟!
فقالت عليهاالسلام : سبحان الله ! ما كان (162) عن كتاب الله صارفا (163) و لا لاحكامه مخالفا، بل كان يتبع اءثره ، و يقفو سوره ، اءفتجمعون الى الغدر اعتلالا عليه بالزور، و هذا بعد وفاته شبيه بما بغى له من الغوائل فى حياته ، هذا كتاب الله حكما عدلا (164)، و ناطقا فصلا، يقول : (يرثنى و يرث من آل يعقوب (165)) (166) (و ورث سليمان داود) (167) فبين (168) عزوجل فيما وزع عليه (169) من الاقساط، و شرع من الفرائض و الميراث ، و اءباح من حظ الذكران و الاناث ما اءزاح (170) علة المبطلين ، و اءزال التظنى و الشبهات فى الغابرين ، كلا! (بل سولت لكم اءنفسكم اءمرا فصبر جميل و الله المستعان على ما تصفون ) (171)
فقال اءبوبكر: صدق الله و صدق (172) رسوله و صدقت (173) ابنته ، اءنت معدن الحكمة ، و موطن الهدى و الرحمة ، و ركن الدين ، و عين الحجة ، لا ابعد صوابك ، و لا انكر خطابك ، هؤ لاءالمسلمون بينى و بينك قلدونى ما تقلدت ، و باتفاق منهم اءخذت ما اءخذت ، غير مكابر و لا مستبد و لا مستاءثر، و هم بذلك شهود.
فالتفتت فاطمه عليهاالسلام الناس (174) و قالت : معاشر الناس ! المسرعة (175) الى قيل الباطل ، المغضية على الفعل القبيح الخاسر (اءفلا يتدبرون القرآن اءم على قلوب اءقفالها)، (176) كلا بل ران على قلوبكم ، ما اءساءتم من اءعمالكم ، فاءخذ بسمعكم و اءبصاركم ، و لبئس ما تاءولتم ، و ساءما به اءشرتم ، و شر ما منه اعتضتم (177)، لتجدن والله محمله ثقيلا، و غبه وبيلا، ذا كشف الغطاء، و بان ما وراء (178) الضراء، و بدا لكم من ربكم ما لم تكونوا تحتسبون (و خسر هنا لك المبطلون ) (179)
ثم عطف (180) على قبر النبى صلى الله عليه و آله و قالت :
قد كان بعدك اءنباء و هنبثة     
    لو كنت شاهدها لم تكبر (181) الخطب
انا فقدناك فقد الارض وابلها     
    و اختل قومك فاشهدهم و قد نكبوا (182)
و كل اءهل له قربى و منزلة (183)     
    عند الاله على الاذنين مقترب
اءبدت رجال لنا نجوى صدورهم     
    لما مضيت و حالت دونك الترب
تجهمتنا رجال و استخف بنا     
    لما فقدت و كل الارض مغتصب
و كنت بدرا و نورا يستضاء به     
    عليك تنزل (184) الخير محتجب
فليت قبلك كان الموت صادفنا     
    لما مضيت و حالت دونك الكثب
انا رزينا بما لم يرز ذوشخن     
    من البرية لا عجم و لا عرب (185)

ثم انكفاءت عليهاالسلام - و اءميرالمؤ منين عليه السلام يتوقع رجوعها اليه و يتطلع طلوعها عليه - فلما استقرت بها الدار، قالت اءميرالمؤ منين عليه السلام : يابن اءبى طالب عليك السلام (186)! اشتملت شملة الجنين ، و قعدت حجرة الظنين ، نقضت قادمة الاجدل ، فخانك ريش الاعزل ، هذا ابن اءبى قحافة يبتزنى نحيلة (187) اءبى و بلغة (188) ابنى ، لقد اءجهر (189) فى خصامى ، و اءلقيه اءلد فى كلامى ، حتى ، حبستنى قيلة نصرها، و المهاجرة وصلها، و غضت الجماعة دونى طرفها، فلا دافع و لا مانع ، خرجت كاظمة ، و عدت راغمة ، اءضرعت خدك يوم اءضعت حدك ، افترست الذئاب و افترشت التراب ، ما كففت قائلا، و لا اغنيت باطلا (190)، و لا خيار لى ، ليتنى مت قبل هنيئتى (191)، و دون زلتى (192) عذيرى الله منك (193) عاديا، و منك حاميا، ويلاى ! فى كل شارق (194)، مات العمد، و وهت (195) العضد، شكواى الى اءبى ، و عدواى الى ربى ، اللهم اءنت اءشد (196) قوة و حولا، واحد (197) باءسا و تنكيلا.
فقال اءميرالمؤ منين عليه السلام : لا ويل عليك (198)، الويل لشانئك ، نهنهى (199) عن وجدك يا بنة الصفوة ، و بقية النبوة ، فماونيت عن دينى ، و لا اءخطاءت مقدورى ، فان كنت تريدين البلغة ، فرزقك مضمون ، و كفيلك ماءمون ، و ما اعدك لك اءفضل مما قطع عنك ، فاحتسبى الله .
فقالت : حسبى الله ... و اءمسك
اءقول : وجدت هذه الخطبة فى كتاب بلاغات النساء لابى الفضل اءحمد بن اءبى طاهر (200)، فاءحببت ايرادها فيه من الاختلاف ، مع ما اءوردنا سابقا
9 - قال اءبوالفضل : ذكرت لابى الحسين زيد بن على بن الحسين (201) بن على بن الحسين بن على بن اءبى طالب صلوات الله عليهم كلام فاطمة عليهاالسلام عند منع اءبى بكر اياها فدك ، و قلت له : ان هؤ لاء يزعمون اءنه مصنوع ، و اءنه من كلام اءبى العيناء - الخبر منسوق على (202) البلاغة على الكلام - فقال لى : راءيت مشايخ آل ابى طالب يروونه عن آبائهم ، و يعلمونه اءبناءهم ، و قد حدثنيه اءبى عن جدى يبلغ به فاطمة عليهاالسلام على هذه الحكاية ، و رواه مشايخ الشيعة و تدارسوه بينهم قبل اءن يولد جد اءبى العيناءت و قد حدث به الحسن بن علوان عن عطية العوفى اءنه سمع عبدالله بن الحسن يذكر (203) عن اءبيه ، ثم قال اءبوالحسين : و كيف يذكر هذا من كلام فاطمة فينكر، و هم يروون (204) من كلام عائشة عند موت اءبيها ما هو اءعجب من كلام فاطمة ، فيحققونه (205) لو لا عداوتهم لنا اءهل البيت .... ثم ذكر الحديث ، قال :
لما اءجمع اءبوبكر على منع فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه و آله فدك ، و بلغ ذلك فاطمة عليهاالسلام لاثت (206) خمارها على راءسها و اءقبلت فى لمة من حفدتها و نساء قومها (207) تطاءذيولها، ما تخرم من مشية رسول الله صلى الله عليه و آله شيئا حتى دخلت على اءبى بكر - و هو فى حشد من المهاجرين و الانصار - فنيطت دونها ملاءة ، ثم اءنت اءنة اءجهش القوم لها بالبكاء، و ارتج المجلس ، و اءمهلت حتى سكن نشيج القوم و هداءت فورتهم ، فافتتحت الكلام بحمدلله و الثناء عليه و الصلاة على رسول الله صلى الله عليه و آله ، فعاد القوم فى بكائهم ، فلمما اءمسكوا عادت فى كلامها فقالت : (لقد جاءكم رسول من اءنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤ منين رءوف رحيم ) (208) فان تعزوه (209) تجده اءبى دون نسائكم (210)، و اءخا ابن عمى دون رجالكم ، فبلغ النذارة ، صادعا بالرسالة ، ماثلا على (211) مدرجة المشركين ، ضاربا لثبجهم ، آخذا بكظمهم ، يجذ (212) الاصنام ، و ينكث (213) الهام ، حتى هزم الجمع و ولوا الدبر، و تفرى (214) الليل عن صبحه ، و اءسفر الحق عن محضه ، و نطق زعيم الدين ، و خرست شقاشق الشياطين : (و كنتم على شفا حفرة من النار) (215) مذقة الشارب ، و نهزة الطامع ، و قبسة العجلان ، و موطى ء الاقدام ، و تشربون الطرق ، و تقتاتون الورق ، اذلة خاشعين (تخافون اءن يتخطفكم الناس ) (216) من حولكم ، فاءنقذكم الله برسوله صلى الله عليه و آله بعد اللتيا و التى ، و بعد ما منى ببهم الرجال ، و ذؤ بان العرب (217)، كلما حشوا نارا للحرب (218) و نجم قرن للضلال ، و فغرت فاغرة من المشركين ، قذف باءخيه فى لهواتها، و لا ينكفى حتى يطاءسماخها (219) باءخمصه و يخمد لهبها (220) بحده (221)، مكدودا فى ذات الله ، قريبا من رسول الله ، سيدا فى اولياءالله ، و اءنتم فى بلهنية (222) وادعون آمنون ، حتى اذا اختار الله لنبيه صلى الله عليه و آله دار اءنبيائه ، ظهرت حسيكة (223) النفاق ، و سمل (224) جلباب الدين ، و نطق كاظم الغاوين ، و نبغ خامل الاقلين (225)، و هدر فنيق المبطلين ، يخطر (226) فى عرصاتكم ، و اءطلع الشيطان راءسه من مغرزه (227) صارخا بكم ، فوجدكم لدعائه مستجيبين ، و للعزة فيه ملاحظين ، فاستنهضكم فوجدكم خفافا، و اءحمشكم (228) فاءلفاكم غضابا فوسمتم غير ابلكم ، و اءوردتموها غير شربكم ، هذا و العهد قريب ، و الكلم رحيب ، و الجرح لما يندمل ، بدارا زعمتم (229) خوف الفتنة (اءلا فى الفتنة سقطوا و ان جهنم لمحيطة بالكافرين ) (230) فهيهات منكم و اءنى بكم (231) و اءنى تؤ فكون ، و هذا كتاب الله بين اءظهركم ، زواجره بينة ، و شواهده لائحة ، و اءوامره واضحة ، اءرغبة عنه تدبرون ، اءم بغيره تحكمون (بئس للظالمين بدلا) (232) (و من يبتغ غير الاسلام دينا فلن يقبل منه و هو فى الاخرة من الخاسرين ) (233)، ثم لم تريثوا اءختها (234) الا ريث اءن تسكن نفرتها (235)، تسرون حسوا فى ارتقاء (236)، و نصبر منكم على مثل حز المدى ، و اءنتم الان (237) تزعمون اءن لا ارث لنا (اءفحكم الجاهلية يبغون و من اءحسن من الله حكما لقوم يوقنون ) (238) ويها! يا معشر المهاجرة ابتز (239) ارث اءبيه ؟!
اءفى الكتاب اءن ترث اءباك و لا اءرث اءبى ؟! (لقد جئت شيئا فريا) (240) فدونكما مخطومة مرحولة تلقاك يوم حشرك ، فنعم الحكم الله ، و الزعيم محمد، و الموعد القيامة ، و عند الساعة (يخسر المبطلون ) (241) و (لكل نباءء مستقر و سوف تعلمون ) (242)
ثم انحرفت الى قبر النبى صلى الله عليه و آله و هى تقول :
قد كان بعدك اءنباء و هنبثة     
    لو كنت شاهدها لم تكثر الخطب
انا فقدناك فقد الارض وابلها     
    و اختل قومك فاشهدهم و لا تغب

قال : فما راءينا يوما كان اءكثر باكيا و لا باكية من ذلك اليوم . (243)
ثم قال اءحمد بن اءبى طاهر (244) حدثنى جعفر بن محمد - رجل من اءهل ديار مصر لقيته بالرافقة (245) - قال : حدثنى اءبى قال : اءخبرنا موسى بن عيسى قال : اءخبرنا عبدالله بن يونس قال : اءخبرنا جعفر الاحمر، عن زيد بن على رحمة الله عليه عن عمته زينب بنت الحسين عليهماالسلام ، قالت : لما بلغ فاطمة عليهاالسلام اجماع اءبى بكر على منعها فدك لاثت (246) خمارها و خرجت فى حشدة نسائها و لمة من قومها، تجر ادراعها (247)، ما تخرم من مشية (248) رسول الله صلى الله عليه و آله شيئا، حتى وقفت على اءبى بكر - و هو فى حشد من المهاجرين و الانصار - فاءنت اءنة اءجهش لها القوم بالبكاء، فلما سكنت فورتهم قالت :
اءبداء بحمدلله - ثم اءسبلت بينها و بينهم سجفا (249) - ثم قالت : الحمدلله على ما اءنعم ، و لها (250) الشكر على ما اءلهم ، و الثناء بما قدم من عموم نعم ابتداها، و سبوغ آلاء اءسداها، و احسان منن والاها (251) جم عن الاحصاء عددها، و ناءى عن المجازاة اءمدها، و تفاوت عن الادراك آمالها، و استثنى (252) الشكر بفضائلها، و استحمد الى الخلائق باجزالها، و ثنى بالندب الى امثالها، و اءشهد اءن لا اله الا الله : كلمة جعل الاخلاص تاءويلها، و ضمن القلوب موصولها، و اءنار (253) فى الفكرة معقولها، الممتنع من الابصار رؤ يته ، و من الاوهام الاحاطة به ، ابتدع الاشياء لا من شى ء قبله ، و احتذاها بلا مثال لغير فايدة زادته ، الا اظهار لقدرته ، و تعبدا لبريته ، و اعزازا لدعوته ، ثم جعل (254) الثواب على طاعته ، و العقاب (255) على معصيته ، زيادة (256) لعباده عن نقمته ، و حياشا لهم الى (257) جنته ، و اءشهد اءن اءبى محمدا عبده و رسوله ، اختاره قبل اءن يجتبله ، و اصطفاه قبل ان ابتعثه (258)، و سماه قبل اءن استنجبه ، اذ الخلائق بالغيوب مكنونة ، و بستر الاهاويل مصونة ، و بنهاية العدم مقرونة ، علما من الله عزوجل بمآيل الامور، و احاطة بحوادث الدهور، و معرفة بمواضع المقدور، ابتعثه الله عزوجل (259) اتماما لامره (260) و عزيمة على امضاء حكمه ، فراءى الامم صلى الله عليه و آله فرقا فى اءديانها، عكفا على نيرآنها، عابدة لاوثانها، منكرة لله مع عرفانها، فاءنار الله عزوجل بمحمد صلى الله عليه و آله ظلمها، و فرج عن القلوب بهمها، و جلا عن الابصار غممها، ثم قبض الله نبيه صلى الله عليه و آله قبض راءفة و اختيار، رغبة باءبى صلى الله عليه و آله عن (261) هذه الدار، موضوع عنه العب ء و الاوزار، محتف (262) بالملائكة الابرار، و مجاورة الملك الجبار، و رضوان الرب الغفار، صلى الله على محمد نبى الرحمة و اءمينة على وحيه ، و صفيه من الخلائق ، و رضيه و رحمة الله و بركاته .
ثم اءنتم عبادالله - تريد اءهل المجلس - نصب اءمرالله و نهيه ، و حملة دينه و وحيه ، و امناءالله على اءنفسكم و بلغاؤ ه الى الامم ، زعمتم حق لكم (263) لابشرط (264) فيكم عهد قدمه اليكم ، و نحن (265) بقية استخلفنا عليكم ، و معنا كتاب الله ، بينة بصائره ، و آى (266) فينا منكشفة سرائره ، و برهان منجلية ظواهره ، مديم للبرية (267) اسماعه ، قائد الى الرضوان اتباعه ، مؤ د الى النجاة استماعه ، فيه بيان (268) حجج الله المنورة ، و عزائمه المفسرة ، و محارمه المخدرة ، و بيناته (269) الجالية ، و جمله الكافية ، و فضائله المندوبة ، و رخصة الموهوبة (270) و شرائعه المكتوبة ، ففرض الله الايمان تطهيرا لكم من الشرك ، و الصلاة تنزيها عن الكبر، و الصيام تيبيتا للاخلاص ، و الزكاة تزبيدا فى الرزق ، و الحج تسلية للدين ، و العدل تنسكا (271) للقلوب ، و طاعتنا نظاما للملة (272)، و امامتنا لما (273) من الفرقة ، و حبنا عزا للاسلام ، و الصبر منجاة ، و القصاص حقنا للدماء، و الوفاء بالنذر تعرضا للمغفرة ، و توفية المكائيل و الموازين تغييرا للبخسة (274) و النهى عن شرب الخمر تنزيها عن الرجس ، و قذف المحصنات اجتنابا للعنة ، و ترك السرق ايجابا للعفة ، و حرم الله عزوجل الشرك اخلاصا له بالروبية ف (اتقوالله حق تقاته و لا تموتن الا و اءنتم مسلمون ) (275) و اءطيعوه فيما اءمركم به و نهاكم عنه ، فانه (انما يخشى الله من عباده العلماء) (276)
ثم قالت : اءيها الناس ! اءنا فاطمة ، و اءبى محمد صلى الله عليه و آله اءقولها بداء على عودى (277) (لقد جاءكم رسول من اءنفسكم ...) (278) ... ثم ساق الكلام على ما رواه زيد بن على عليه السلام فى رواية اءبيه .
ثم قالت - فى متصل كلامها - اءفعلى محمد تركتم كتاب الله ، و نبذتموه وراء ظهوركم ، اذ يقول الله تبارك و تعالى : (و ورث سليمان داود) (279) و قال الله عزوجل فيما قص (280) من خبر يحيى بن زكريا: (فهب لى من لدنك وليا يرثنى و يرث من آل يعقوب ) (281) و قال عز ذكره : (و اءولواالارحام بعضهم اءولى ببعض فى كتاب الله ) (282) و قال : (يوصيكم الله فى اءولادكم للذكر مثل حظ الانثيين ) (283) و قال : (ان ترك خيرا الوصية للوالدين و الاقربين بالمعروف حقا على المتقين ) (284) و زعمتم اءلا حظوة لى ارث من اءبى (285)، و لا رحم بيننا، اءفخصكم الله باءية اءخرج نبى صلى الله عليه و آله منها؟! اءم تقولون اءهل ملتين لا يتوارثون ؟! اءو لست اءنا و اءبى من اءهل ملة واحدة ؟ اءم (286) لعلكم اءعلم بخصوص القرآن و عمومه من النبى صلى الله عليه و آله ؟! (اءفحكم الجاهلية يبغون و من اءحسن من الله حكما لقوم يوقنون ) (287) اءاءغلب على ارثى ظلما و جورا؟! (288) (و سيعلم الذين ظلموا اءى منقلب ينقلبون ) (289)
و ذكر اءنها لما فرغت من كلام اءبى بكر و المهاجرين عدلت الى مجلس الانصار، فقالت : معشر البقية ، و اءعضاد الملة ، و حصون الاسلام ! ما هذه الغميزة فى حقى و السنة عن ظلامتى ؟ اءما كان رسول الله صلى الله عليه و آله يقول : المرء يحفظ فى ولده ؟! سرعان ما اءجدبتم فاءكديتم ، و عجلان ذا اهالة اءتقولون (290) مات رسول الله صلى الله عليه و آله فخطب جليل استوسع وهيه ، و استنهر فتقه ، و بعد وقته ، و اظلمت الارض لغيبته ، و اكتابت خيرة الله لمصيبته ، و خشعت الجبال ، و اءكدت الامال ، و اضيع الحريم ، و ازيلت الحرمة عند مماته صلى الله عليه و آله ؟ و تلك نازلة علن بها (291) كتاب الله فى اءفنيتكم فى ممساكم و مصبحكم ، يهتف بها (292) فى اءسماعكم ، و لقبله ما حلت (293) باءنبياء الله عزوجل و رسله (و ما محمد الا رسول قد خلت من قبله الرسل اءفاين مات اءو قتل انقلبتم على اءعقابكم و من ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا و سيجزى الله الشاكرين ) (294) ايها بنى قيله ! اءاءهضم تراث ابيه و اءنتم بمراءى منه و مسمع ؟ تلبسكم الدعوة ، و تشملكم (295) الحيرة ، و فيكم العدد، و العدة ، و لكم الدار، و عندكم الجنن ، و اءنتم الاولى يحبه الله (296) التى انتجب (297) لدينه و اءنصار رسوله ، و اءهل الاسلام ، و الخيرة التى اختار لنا اءهل البيت فباديتم العرب ، و ناهضتم الامم ، و كافحتم البهم ، لا نبرح ناءمركم و تاءمرون (298)، حتى دارت لكم بنا رحى (299) الاسلام و در حلب الانام ، و خضعت نعرة الشرك ، و باخت نيران الحرب ، و هداءت دعوة الهرج ، و استوثق (300) نظام الدين فاءنى جرتم (301) بعد البيان ، و نكصتم بعد الاقدام ، و اءسررتم بعد الاعلان ، لقوم نكثوا ايمانهم : (اءتخشونهم فالله اءحق اءن تخشوه ان كنتم مؤ منين ) (302) اءلا قد اءرى اءن قد اءخلدتم الى الخفض ، و ركنتم الى الدعة ، فعجتم عن الدين ، و مججتم (303) الذى وعيتم ، و وسعتم (304) الذى سوغتم ف (ان تكفروا اءنتم و من فى الارض ‍ جميعا فان الله لغنى حميد) (305) اءلا و قد قلت الذى قتله على معرفة منى بالخذلان الذى خامر صدوركم ، و استشعرته قلوبكم ، ولكن قلته فيضة النفس ، و نفثة الغيظ، و بثة الصدر، و معذرة الحجة ، فدونكموها فاحتقبوها مدبرة الظهر، ناقبة الخف ، (306) باقية العار، موسومة بشنار الابد، موصولة ب (نارالله الموقدة # التى تطلع على الافئدة ) (307). فبعين الله ما تفعلون : (و سيعلم الذين ظلموا اءى منقلب ينقلبون ) (308) و اءنا ابنة نذير (لكم بين يدى عذاب شديد) (309)، ف (اعلموا... اءنا عاملون و انتظروا انا منتظرون ) (310)
قال اءبوالفضل : و قد ذكر قوم اءن اءباالعيناء ادعى هذا الكلام ، و قد رواه قوم صححوه و كتبناه على ما فيه .
و حدثنى عبدالله بن اءحمد العبدى عن الحسين بن علوان عن عطية العوفى اءنة سمع اءبابكر يومئذ يقول لفاطمة عليهاالسلام : يا بنت رسول الله ! لقد كان صلى الله عليه و آله بالمؤ منين رحيما (311) و على الكافرين عذابا اءليما و اذا عزوناه كان اءباك دون النساء، و اءخا ابن عمك دون الرجال ، آثره على كل حميم ، و ساعده على الامر العظيم ، لا يجبكم الا العظيم السعادة ، و لا يبغضكم الا الردى الولادة ، و اءنتم عترة الله الطيبون ، و خيرة الله المنتجبون (312)، على الاخرة اءدلتنا، و باب الجنة لسالكنا.
و اءما منعك ما ساءلت فلا ذلك لى ، و اءما فدك و ما جعل اءبوك لك (313)، فان منعتك فاءنا ظالم ، و اءما الميراث فقد تعلمين اءنه صلى الله عليه و آله قال : لا نورث ما (314) اءبقيناه صدقة .
قالت : ان الله يقول عن نبى من اءنبيائه : (يرثنى و يرث من آل يعقوب ) (315)، و قال : (و ورث سليمان داود) (316) فهذان (317) نبيان ، و قد علمت اءن النبوة لا يورث مادونها، فمالى اءمنع ارث اءبى ؟! اءنزل الله فى الكتاب الا فاطمة بنت محمد صلى الله عليه و آله فتدلنى عليه فاءقنع به ؟
فقال : يا بنت رسول الله صلى الله عليه و آله ! اءنت عين الحجة ، و منطق الرسالة ، لايد لى بجوابك ، و لا اءدفعك عن صوابك ، ولكن هذا اءبوالحسن بينى و بينك هو الذى اءخبرنى بما تفقدت ، و اءنباءتى بما اءخذت و تركت .
قالت : فان يكن ذلك كذلك فصبر لمر الحق ، و الحمدلله اله الحق (318)
و ما وجدت هذا الحديث على التمام الا عند اءبى هفان (319)
اءقول : لا يخفى ذى عينين اءن ما الحقوه فى آخر الخبر لا يوافق شيئا من الروايات ، و لا يلائم ما مر من الفقرات و التظلمات و الشكايات ، و سنوضح القول فى ذلك ان شاءالله تعالى .
و لنوضح تلك الخطبة الغراء الساطعة عن سيدة النساء صلوات الله عليها التى تحير من العجب منها و الاعجاب بها احلام الفصحاء و البلغاء، و نبنى الشرح على رواية الاحتجاج و نشير اءحيا الى الروايات الاخر
قوله :
َاءجمع اءبوبكر: اءى اءحكم النية و العزيمة عليه . (320)
َ لاثت خمارها على راءسها: اءى عصبته و جمعته (321)، يقال لاث العمامة على راءسه يلوثها لوثا اءى شدها و ربطها (322)
َ و الجلباب - بالكسر - يطلق على الملحفة (323) و الرداء و الازار (324) و الثواب للمراءة دون الملحفة (325)، و الثوب كالمقنعة تغطى بها المراءة راءسها و صدرها و ظهرها، و الاول هنا اءظهر
َاءقبلت فى لمة من حفدتها: اللمة - بضم اللام و تخفيف الميم - الجماعة (326)، قال فى النهاية : فى حديث فاطمة عليهاالسلام اءنها خرجت فى لمة من نسائها تتوطا ذيلها الى اءبى بكر فعاتبته ... اءى فى جماعة من نسائها، قيل : هى ما بين الثلاثة الى العشرة ، و قيل : اللمة : المثل فى السن و الترب .
و (327) قال الجوهرى : الهاء عوض من الهمزة الذاهبة من وسطة (328)، و هو مما اءخذت عينه كسر (329) و مذ و اصلها فعلة من الملاءمة ، و هى الموافقة . انتهى (330)
اءقول : و يحتمل اءن يكون بتشديد الميم . قال الفيروزآبادى (331): اللمة - بالضم - الصاحب و الاصحاب فى السفر و المونس للواحد و الجمع (332)
َوالحفدة - بالتحريك -: الاعوان و الخدم . (333)
َتطاء ذيولها: اءى كانت اءثوابها طويلة تستر قدميها، و تضع عليها قدمها عندالمشى ، و جمع الذيل باعتبار الاجزاء اءو تعدد الثياب
َما تخرم مشتيها مشية رسول الله صلى الله عليه و آله ، و فى بعض النسخ : من مشى رسول الله صلى الله عليه و آله ، و الخرم : الترك (334)، و النقص و العدول ، (335)، و المشية - بالكسر - الاسم من مشى يمشى مشيا (336)، اءى لم تنقص مشيها من مشيه صلى الله عليه و آله شيئا كاءنه هو بعينه ، قال فى النهاية (337) فيه ما خرمت من صلاة رسول الله شيئا، اءى ما تركت ، و منه الحديث : ((لم اءخرم منه حرفا)) اءى لم اءدع
َو الحشد - بالفتح و قد يحرك - الجماعة (338)
و فى الكشف : (339) ان فاطمة عليهاالسلام لما بلغها اجماع اءبى بكر على منعها فدكا لاثت خمارها و اءقبلت فى لميمة من حفدتها و نساء قومها، تجر اءدراعها، و تطاء فى ذيولها، ما تخرم من مشية رسول الله صلى الله عليه و آله ... حتى دخلت على اءبى بكر - و قد حشد المهاجرين و الانصار - فضرب بينهم بريطة بيضاء، و قيل قبطية ... فاءنت اءنة اءجهش ‍ لها القوم بالبكاء، ثم اءمهلت طويلا حتى سكنوا من فورتهم ...، ثم قالت عليهاالسلام : اءبتدى بحمد من هو اءولى بالحمد و الطول و المجد، الحمدلله على ما اءنعم ...
َ فنيطت دونها ملاءة : الملاءة - بالضم و المد - الربطة (340) و الازار، و نيطت بمعنى علقت (341) اءى ضربوا بينها عليهاالسلام و بين القوم سترا و حجابا، و الربطة - بالفتح - الملاءة اذا كانت قطعة واحدة ، و لم تكن لفقين ، (342)، او هى كل ثوب لين رقيق (343)
َ و القبطية - بالكسر -: ثياب بيض رقاق من كتان تتخذ بمصر، و قد يضم لانهم يغيرون فى النسبة (344)
َ و الجهش : اءن يفزع الانسان الى غيره و هو مع ذلك يريد البكاء كالصبى يفزع الى اءمه و قد تهيا للبكاء (345) يقال : جهش اليه كمنع و اجهش (346)
َو الارتجاج : الاضطراب (347)
َقوله : هنيئة ... اءى صبرت زمانا قليلا. (348)
َ و النشيج : صوت معه توجع و بكاء كما يردد الصبى بكاءه فى صدره (349)
َو هداءت - كمنعت -: اءى سكنت . (350)
َو فورة الشى ء شدته ، و فار القدر اءى جاشت . (351)
َ قولها صلوات الله عليها: بما قدم ... اءى بنعم اءعطاها العباد قبل اءن يستحقوها، و يحتمل اءن يكون المراد بالتقديم الايجاد و الفعل من غير ملاحظة معنى الابتداء، فيكون تاءسيسا
َو السبوغ : الكمال . (352)
َ و الالاء: النعماء جمع اءلى - بالفتح و القصر و قد يكسر الهمزة (353)
و اسدى اولى و اعطى بمعنى واحد (354)
َ قولها: والاها... اءى تابعها (355) باعطاء نعمة بعد اخرى بلافصل
َ و جم الشى ء اءى كثر، (356) والجم : الكثير (357) و التعدية بعن لتضمين معنى التعدى و التجاوز
َ قولها عليهاالسلام : و ناءى (358) عن الجزاء اءمدها... الامد - بالتحريك -: الغاية المنتهى ، (359) اءى بعد عن الجزاء بالشكر غايتها، فالمراد بالامد اما الامد المفروض ، اذ لا اءمد لها على الحقيقة ، اءو الامد الحقيقى لكل حد من حدودها المفروضة ، و يحتمل اءن يكون المراد باءمدها ابتداؤ ها، و قد مر فى كثير من الخطب بهذا المعنى .
و قال فى النهاية فى حديث الحجاج : ((قال للحسن : ما امدك ؟ قال : سنتان من خلافة (360) عمر))، اراد اءنه ولد لسنتين من خلافته ، و للانسان امدان ، مولده و موته . انتهى (361) و اذا حمل عليه يكون اءبلغ ، و يحتمل - على بعد - اءن يقراء بكسر الميم ، قال الفيروزآبادى : (362) الامد: (363) المملو من خير و شر، و السفينة المشحونة (364)
َ و تفاوت عن الادراك اءبدها... التفاوت : البعد، (365) و الابد: الدهر و الدايم (366) و القديم الازلى ، و بعده عن الادراك لعدم الانتهاء
َ و ندبهم لاستزادته بالشكر لا تصالها... يقال : ندبه للامر و اليه فانتدب ... اءى دعاه فاجاب ، (367) و اللام فى قولها: لا تصالها... لتعليل الندب اءى رغبهم فى استزادة النعمة بسبب الشكر لتكون نعمة متصلة لهم غير منقطعة عنهم ، و جعل اللام الاولى للتعليل و الثانية للصلة بعيد، و فى بعض النسخ : لا فضالها، فيحتمل تعلقه بالشكر
َ و استحمد الى الخلائق باجزالها... اءى طلب منهم الحمد بسبب اجزال النعم و اكمالها عليهم ، يقال : اجزلت له من العطاء... اءى اكثرت ، (368) و اجزاك النعم كاءنه طلب الحمد اءو طلب منهم الحمد حقيقة لا جزال النعم ، و على التقديرين : التعدية بالى لتضمين معنى الانتهاء اءو التوجه ، و هذه التعدية فى الحمد شايع بوجه آخر، يقال : احمد اليك الله ، قيل : اءى احمده معك ، و قيل : اءى اءحمد اليك نعمة الله بتحديثك اياها، (369) و يحتمل اءن يكون استحمد بمعنى محمد، يقال : فلان يتحمد على ... اءى يمتن ، (370) فيكون الى بمعنى على ، و فيه بعد
َ و ثنى بالندب الى امثالها... اءى بعد اءن اءكمل لهم النعم الدنيوية ندبهم الى تحصيل اءمثالها من النعم الاخروية اءو الاعم منها و من مزيد النعم الدنيوية ، و يحتمل اءن يكون المراد بالندب الى امثالها اءمر العباد بالاحسان و المعروف ، و هو انعام على المحسن اليه و على المحسن اءيضا، لانه به يصير مستوجبا للاعواض و المثوبات الدنيوية و لاخروية
َ كلمة جعل الاخلاص تاءويلها... المراد بالاخلاص جعل الاعمال كلها خالصة لله تعالى ، و عدم شوب الرياء و الاغراض الفاسدة ، و عدم التوسل بغيره تعالى فى شى ء من الامور، فهذا تاءويل كلمة التوحيد، لان من اءيقن باءنه الخالق و المدبر، و باءنه لا شريك له فى الالهية فحق له اءن لا يشرك فى العبادة غيره ، و لا يتوجه فى شى ء من الامور الى غيره
َ و ضمن القلوب موصولها... هذه الفقرة تحتمل وجوها:
الاول : ان الله تعالى اءلزم و اءوجب على القلوب ما تستلزمه هذه الكلمة من عدم تركبه تعالى ، و عدم زيادة صفاته الكمالية الموجودة و اشباه ذلك مما يؤ ول الى التوحيد.
الثانى : اءن يكون المعنى جعل ما يصل اليه العقل من تلك الكلمة مدرجا فى القلوب مما اءراهم من الايات فى الافاق و فى اءنفسهم ، اءو بما فطرهم عليه من التوحيد.
الثالث : اءن يكون المعنى لم يكلف العقول الوصول الى منتهى دقايق كلمة التوحيد تاءويلها، بل انما كلف عامة القلوب بالاذعان بظاهر معناها، و صريح مغزاها، و هو المراد بالموصول .
الرابع : اءن يكون الضمير فى موصولها راجعا الى القلوب ، اءى لم يلزم القلوب الا ما يمكنها الوصول اليها من تاءويل تلك الكلمة الطيبة ، و الدقايق المستنبطة منها اءو مطلقها، ولو لا التفيك لكان اءحسن الوجوه بعد الوجه الاول ، بل مطلقا
َ و انار فى الفكر معقولها... اءى اوضح (371) فى الاذهان ما يتعقل من تلك الكلمة بالتفكر فى الدلائل و البراهين ، و يحتمل ارجاع الضمير الى القلوب اءو الفكر - بصيغة الجمع - اءى اءوضح بالتفكر ما يعقلها العقول ، و هذا يؤ يد الوجه الرابع من وجوه الفقرة السابقة
َ الممتنع من الابصار رؤ يته ... يمكن (372) اءن يقراء الابصار - بصيغة الجمع و المصدر -، و المراد بالرؤ ية العلم الكامل و الظهور التام
َ و من الاسن صفته ... الظاهر اءن الصفة هنا مصدر، و يحتمل المعنى بتقدير اءى بيان صفته
َلا من شى ء... اءى مادة .
َ بلا احتذاء اءمثلة امتثلها، احتذى مثاله اقتدى به (373) و امتثلها... اءى تبعها (374) و لم يتعد عنها... اءى لم يخلقها على وفق صنع غيره .
و تنبيها على طاعته ... لان ذوى العقول يتنبهون بمشاهدة مصنوعاتة باءن شكر خالقها و المنعم بها الواجب ، اءو ان خالقها مستحق للعبادة ، اءو باءن من قدر عليها يقدر على الاعادة و الانتقام
َ و تعبدا لبريته ... اءى خلق البرية ليتعبدهم ، اءو خلق الاشياء ليتعبد البرايا بمعرفته و الاستدلال بها عليه .
و اعزازا لدعوته ... اءى خلق الاشياء ليغلب و يظهر دعوة الانبياء اليه بالاستدلال بها
َ ذيادة لعباده عن نقمته ، و حياشة لهم الى جنته ...:
الذود و الذياد - بالذال المعجمة -... السوق و الطرد و الدفع (375) و الابعاد.
وحشت الصيد احوشه اذا جئته من حواليه لتصرفة االى الحبابة . (376)
و لعل التعبير بذلك لنفور الناس بطباعهم عما يوجب دخول الجنة .
قبل اءن اجتبله ... الجبل : الخلق ، يقال : جبلهم الله ... اءى خلقهم ، و جبله على الشى ء... اءى طبعه عليه (377)، و لعل المعنى اءنه تعالى سماه لانبيائه قبل اءن يخلقه ، و لعل زيادة البناء للمبالغة تنبيها على اءنه خلق عظيم و فى بعض النسخ - بالحاء المهملة - يقال : احتبل الصيد... اءى اخذه بالحبالة (378) فيكون المراد به الخلق او البعث مجازا، و فى بعضها: قبل اءن اجتباه ... اءى اصطفاه (379) بالبعثة ، و كل منها لا يخلو من تكلف
َ و بستر الاهاويل (380) مصونة ... لعل المراد بالستر ستر العدم اءو حجب الاصلاب و الارحام ، و نسبه الى الاهاويل لما يخلق الاشياء فى تلك الاحوال من موانع الوجود و عوائقة ، و يحتمل اءن يكون المراد اءنها كانت مصونة عن الاهاويل بستر العدم ، اذ هى انما تلحقها بعد الوجود، و قيل : التعبير من قبيل التعبير عن درجات العدم بالظلمات
َ بمائل (381) الامور - على صيغة الجمع -... اءى عواقبها، و فى بعض النسخ بصيغة المفرد
َو معرفة بمواقع المقدور... اءى لمعرفته تعالى بما يصلح و ينبغى من اءرمنة الامور الممكنة المقدورة و اءمكنتها، و يحتمل اءن يكون المراد بالمقدور: المقدر، بل هو اءظهر
َ اتماما لامره ... اءى للحكمة التى خلق الاشياء لاجلها، و الاضافة فى مقادير حتمه من قبيل اضافة الموصوف الى الصفة ... اءى مقاديره المحتومة
َ و قولها عليهاالسلام عكفا على نيرانها - تفصيل و بيان للفرق بذكر بعضها، يقال : عكف على الشى ء كضرب و نصر - اءى اقبل عليه مواظبا (382) و لازمه فهو عاكف ، و يجمع على عكف - بضم العين و فتح الكاف المشددة - كما هو الغالب فى فاعل الصفة نحو شهد و غيب
َ و النيران ... جمع نار، و هو قياس مطرد فى جمع الاجوف ، نحو: تيجان و جيران
َمنكرة لله مع عرفانها... لكون معرفته تعالى فطرية اءو لقيام الدلائل الواضحة الدالة على وجوده سبحانه ، و الضمير (فى ظلمها) راجع الى الامم ، و الضميران التاليان له يمكن ارجاعهما اليها و الى القلوب و الابصار
َ و الظلم - بضم الظاء و فتح اللام - جمع ظلمة (383) استعيرت هنا للجهالة
َو البهم جمع بهمة - بالضم - و هى مشكلات الامور. (384)
َو جلوت الامر... اءوضحته و كشفته . (385)
َ و الغمم : جمع غمة اءى مبهم ملتبس (386) قال الله تعالى : (ثم لا يكن اءمركم عليكم غمة ) (387) قال ابوعبيدة : مجازها ظلمة و ضيق ، (388) و تقول : غممت الشى ين اذا غطيته و سترته (389)
َو العماية : الغواية و اللجاج ، ذكره الفيروزآبادى . (390)
َ و اختيار... اءى من الله له ما هو خير له ، اءو باختيار منه صلى الله عليه و آله و رضى و كذا الايثار، و الاول اءظهر فيهما
َ بمحمد صلى الله عليه و آله عن تعب هذه الدار... لعل الظرف متعلق بالايثار بتضمين معنى الضنة اءو نحوها: و فى بعض النسخ : محمد - بدون الباء - فتكون الجملة استينافية اءو مؤ كدة للفقرة السابقة ، اءو حالية بتقدير الواو، و فى بعض كتب المناقب القديمة : فمحمد صلى الله عليه و آله و هو اءظهر، و فى رواية كشف الغمة : رغبته بمحمد صلى الله عليه و آله عن تعب هذه الدار، فى رواية احمد بن اءبى طاهر: باءبى صلى الله عليه و آله عزت هذه الدار... و هو اءظهر، و لعل المراد بالدار: دار القرار، ولو كان المراد الدنيا تكون الجملة معترضة ، و على التقادير لا يخلو من تكلف
َ نصب اءمره ... قال الفيروزآبادى : (391) النصب - بالفتح - العلم المنصوب و يحرك ... و هذا نصب عينى - بالضم و الفتح -... اءى نصبكم الله لاوامره و نواهيه ، و هو خبر الضمير، و عبادالله منصوب على النداء
َ و بلغاؤ ه الى الامم ... اءى تؤ دون الاحكام الى ساير الناس الانكم اءدركتم صحبة الرسول صلى الله عليه و آله
َ زعمتم حق لكم ... اءى زعمتم اءن ما ذكر ثابت لكم ، و تلك الاسماء صادقة عليكم بالاستحقاق ، و يمكن اءن يقراء على الماضى المجهول ، و فى ايراد لفظ الزعم اشعار باءنهم ليسوا متصفين بها حقيقة ، و انما يدعون ذلك كذبا، و يمكن اءن يكون حق لكم ... جملة اخرى مستاءنفة ... اءى زعمتم اءنكم كذلك و كان يحق لكم و ينبغى اءن تكونوا كذلك لكن قصرتم ، و فى بعض النسخ : و زعمتم حق لكم (392) فيكم و عهد، و فى كتاب المناقب القديم : زعمتم اءن حق لى فيكم عهدا قدمه اليكم ... فيكون عهد منصوبا ب (اذكروا و نحوه )، و فى الكشف : الى الامم خولكم (393) الله فيكم عهد
َ قولها عليهاالسلام : لله فيكم عهد و بقية ... العهد: الوصية (394) و بقية الرجل ما يخلفه فى اءهله ، و المراد بهما القرآن ، اءو بالاول ما اءوصاهم به فى اءهل بيته و عترته ، و بالثانى القرآن .
و فى رواية احمد بن ابى طاهر: و بقية استخلفنا عليكم ، و معنا كتاب الله ... فالمراد بالبقية اءهل البيت عليهم السلام ، و بالعهد ما اءوصاهم به فيهم
َ و البصائر - جمع بصيرة - و هى الحجة ، (395) و المراد بانكشاف السرائر: وضوحها عند حملة القرآن و اءهله
َ مغتط به اءشياعه ... الغبطة اءن يتمنى المرء مثل حال المغبوط من غير ان يريد زوالها منه ، تقول : غبطته فاغتبط، (396) و الباء للسبية ... اءى اءشياعه مغبوطون بسبب اتباعه ، و تلك الفقرة غير موجودة فى سائر الروايات
َ مود الى النجاة اءسماعه ... - على بناء الافعال - ... اءى تلاوته ، و فى بعض نسخ الاحتجاج و سائر الروايات : استماعه
َو المراد بالعزائم : الفرائض ، و بالفضائل : السنن ، و بالرخص : المباحات ، بل ما يشمل المكروهات ، و بالشرائع : ما سوى ذلك من الاحكام كالحدود و الديات اءو الاعم ، (397) و اءما الحجج و البينات و البراهين فالظاهر اءن بعضها مؤ كدة لبعض ، و يمكن تخصيص كل منها ببعض ما يتعلق باصول الدين لبعض المناسبات ، و فى رواية ابن ابى طاهر: و بيناتة الجالية ، و جملة الكافية ... فالمراد بالبينات : المحكمات ، و بالجمل : المتشابهات ، و وصفها بالكافية لدفع توهم نقص فيها لاجمالها، فانها كافية اءريد منها، و يكفى معرفة الراسخين فى العلم بالمقصود منها، فانهم المفسرون لغيرهم ، و يحتمل اءن يكون المراد بالجمل العمومات التى يستنبط منها الاحكام الكثيرة
َ تزكية للنفس ... اءى من دنس الذنوب ، اءو من رذيلة البخل ، اشارة الى قوله تعالى : (تطهرهم و تزكيهم بها) (398)
و نماء فى الرزق ... ايماء الى قوله تعالى : (و مآء اتيتم من زكاة تريدون وجه الله فاءولئك هم المضعفون ) (399) على بعض التفاسير (400)
َ تثبيتا للاخلاص ... اءى لتشييد الاخلاص و ابقائه ، اءو لا ثباته و بيانه ، و يؤ يد الاخير اءن فى بعض الروايات : تبيينا، و تخصيص الصوم بذلك لكونه اءمرا عدميا لا يظهر لغيره تعالى فهو اءبعد من الرياء و اءقرب الى الاخلاص ، و هذا اءحد الوجوه فى تفسير الحديث المشهور: ((الصوم لى و اءنا اءجزى به ))، و قد شرحناه فى حواشى الكافى ، (401) و سياءتى فى كتاب الصوم ان شاءالله تعالى (402)
َ تشييدا للدين : انما خص التشييد به لظهوره و وضوحه و تحمل المشاق فيه ، و بذل النفس و المال له ، فالاتيان به ادل دليل على ثبوت الدين ، اءو يوجب استقرار الدين فى النفس لتلك العلل و غيرهما (403) مما لا نعرفه ، و يحتمل اءن يكون اشارة الى ما ورد فى الاخبار الكثيرة من اءن علة الحج التشرف بخدمة الامام و عرض النصرة عليه ، و تعلم شرائع الدين منه ، (404) فالتشييد لا يحتاج الى تكلف .
و فى العلل و رواية ابن ابى طاهر: تسليمة للدين ، فلعل المعنى تسلية للنفس ، بتحمل المشاق و بذل الاموال بسبب التقيد بالدين ، اءو المراد بالتسلية : الكشف (405) و الايضاح ، فانها كشف الهم اءو المراد بالدين : اءهل الدين ، اءو (406) اءسند اليه مجازا، و الظاهر اءنه تصحيف : تسنية ، (407) و كذا فى الكشف . و فى بعض نسخ العلل اءى : يصير سببا لرفعة الدين و علوه
َ و التنسيق : التنظيم . (408)
و فى العلل : مسكا للقلوب اءى ما يمسكها، و فى القاموس : المسكة - بالضم -: ما يتمسك به و ما يمسك الابدان من الغذا و الشراب ، ... و الجمع كصرد... و المسك - محركة - الموضع يمسك الماء (409) و فى رواية ابن ابى طاهر و الكشف : تنسكا للقلوب ... اءى عبادة لها، (410) لان العدل اءمر نفسانى يظهر آثاره على الجوارح
َ و الصبر معونة على استيجاب الاجر... اذ به يتم فعل الطاعات و ترك السيئات
َ وقاية من السخط ... اءى سخطهما، اءو سخط الله تعالى ، و الاول اءظهر
َ منماة للعدد ... المنماة : اسم مكان اءو مصدر ميمى ... اءى يصير سببا لكثرة عدد الاولاد و العشائر كما اءن قطعها يذر الديار بلاقع (411) من اهلها
َ تغييرا للبخس ... و فى سائر الروايات : للبخسة ... اءى لئلا ينقص مال من ينقص المكيال و الميزان ، اذا التوفية موجبة للبركة و كثرة المال ، اءو لئلا ينقصوا اءموال الناس فيكون المقصود اءن هذا اءمر يحكم العقل بقبحه
َ عن الرجس ... اءى النجس ، (412) اءو ما يجب التنزه عنه عقلا، و الاول اءوضح فى التعليل فيمكن الاستدلال على نجاستها
َ حجابا عن للعنة ... اءى لعنة الله ، اءو لعنة المقذوف اءو القاذف ، فيرجع الى الوجه الاخير فى السابقة ، و الاول اءظهر، اشارة الى قوله تعالى : لعنوا فى الدنيا و الاخرة (413)
َ ايجابا للعفة ... اءى للعفة عن التصرف فى اءموال الناس مطلقا، اءو يرجع الى ما مر، و كذا الفقرة التالية . و فى الكشف - بعد قوله - للعفة : و التنزه عن اموال الايتام ، و الاستئثار بفيئهم اجارة من الظلم ، و العدل فى الاحكام ايناسا للرعية و التبرى من الشرك اخلاصا للربوبية
َ عودا و بدءا... اءى اولا و اخرا، (414) و فى رواية ابن ابى الحديد و غيره : اءقول عودا على بدء ... والمعنى واحد
َ والشطط - بالتحريك - البعد عن الحق ، (415) و مجاوزة الحد فى كل شى ء. (416) و فى الكشف : ما اءقول ذلك سرفا و لا شططا من اءنفسكم ... اءى لم يصبه شى ء من ولادة الجاهلية بل عن نكاح طيب ، كما روى عن الصادق عليه السلام ، (417) و قيل : اءى من جنسكم من البشر ثم من العرب ثم من بنى اسماعيل (418)
َ عزيز عليه ما عنتم ... اءى شديد (419) شاق عليه عنتكم ، (420) و ما يلحقكم من الضرر بترك الايمان اءو مطلقا
َحريص عليكم ... اءى على ايمانكم و صلاح شاءنكم .
َ بالمؤ منين رؤ وف رحيم ... اءى رحيم بالمؤ منين منكم و من غيركم ، و الراءفة : شدة الرحمة ، (421)، و التقديم لرعاية الفواصل .
و قيل : رؤ وف بالمطيعين رحيم بالمذنبين .
و قيل : رؤ وف باءقربائه رحيم باءوليائه .
و قيل : رؤ وف بمن رآه رحيم بمن لم يره ، فالتقديم للاهتمام بالمتعلق
َفان تعزوه ... يقال : عزوته الى ابيه ... اءى نسبته اليه ، (422) اءى ان ذكرتم نسبه و عرفتموه تجدوه اءبى و اءخا ابن عمى ، فالاخوة ذكرت استطرادا، و يمكن اءن الانتساب اءعم من النسب ، و مما طراء اءخيرا، و يمكن اءن يقراء: و آخى - بصيغة الماضى -، و فى بعض الروايات : فان تعزروه و توقروه
َ صادعا بالنذارة ... الصدع : الاظهار، تقول : صدعت الشى ء، اءى اظهرته ، و صدعت بالحق : اذا تكلمت به جهارا (423)، قال الله تعالى : (فاصدع بما تؤ مر) (424) و النذارة - بالكسر - الانذار (425) و هو الاعلام على وجه التخويف (426)
َ و المدرجة : المذهب و المسك ، (427)، و فى الكشف : ناكبا (428) عن سنن مدرجة المشركين ، و فى رواية ابن اءبى طاهر: ماثلا على مدرجة ... اءى قائما للرد عليهم ، و هو تصحيف (429)
َ ضاربا ثبجهم اخذا باءكظامهم ... الثبج - بالتحريك ، وسط الشى ء و معظمه ، (430) و الكظم - بالتحريك - مخرج النفس من الحلق ... (431) اءى كان صلى الله عليه و آله لا يبالى بكثرة المشركين و اجتماعهم و لا يداريهم فى الدعوة
َ داعيا الى سبيل ربه ... كما اءمره سبحانه : (ادع الى سبيل ربك بالحكمة و الموعظة الحسنة و جادلهم بالتى هى اءحسن ) (432)
َ و قيل : المراد بالحكمة : البراهين القاطعة و هى للخواص ، و بالموعظة الحسنة : الخطابات المقنعة و العير النافعة ، و هى للعوام ، و بالمجادلة بالتى (433) هى اءحسن ... الزام المعاندين و الجاحدين بالمقدمات المشهورة و المسلمة ، و اءما المغاطات و الشعريات فلا يناسب درجة اءصحاب النبوات
َ يكسر الاصنام و ينكث الهام ... النكث (434) القاء الرجل على راءسه ، (435) يقال : طعنه فنكثه ، و الهام جمع الهامة - بالتخفيف فيهما - و هى الراءس ، (436) و المراد قتل رؤ سا المشركين و قمعهم و اذلالهم ، اءو المشركين مطلقا، و قيل : اءريد به القاء الاصنام على رؤ وسها، و لا يخفى بعده لا سيما بالنظر الى ما بعده ، و فى بعض النسخ : ينكس ‍ الهام ، و فى الكشف و غيره : يجذ الاصنام ، من قولهم : جذذت الشى ء... اءى كسرته ، (437) و منه قوله تعالى : (فجعلهم جذاذا) (438)
َ حتى تفرى الليل عن صبحه ، و اءسفر الحق عن محضه ... و الواو مكان حتى - كما فى رواية ابن ابى طاهر - اظهر، و تفرى ... اءى انشق (439) حتى ظهر ضوء الصباح ، و اءسفر الحق عن محضه و خالصة ، (440)، و يقال : اءسفر الصبح ... اءى اءضاء (441)
َ و نطق زعيم الدين ... زعيم القوم سيدهم و المتكلم عنهم ، و الزعيم - ايضا - الكفيل (442) و الاضافة لامية ، و يحتمل البيانية
َو خرست شقاشق الشياطين ... خرس - بكسر الراء - و الشقاشق جمع شقشقة - بالكسر - و هى شى ء كالرية يخرجها البعير من فيه اذا هاج ، و اذا قالو للخطيب ذو شقشقة ، فانما يشبه بالفحل (443) و اسناد الخرس الى الشقاشق مجازى
َ و طاح وشيظ النفاق ... يقال : طاح فلان يطوح اذا هلك او اشرف على الهلاك و تاه فى الارض و سقط (444) و الوشيظ - بالمعجمتين -: الرذل و السفلة من الناس ، و منه قولهم : اياكم و الوشائظ، (445) و قال الجوهرى : (446) الوشيظ: لفيف من الناس ليس اصلهم واحدا، و ينو فلان و شيظة فى قومهم ... اءى هم حشو فيهم
َ و الوسيط - بالمهملتين - اشرف القوم نسبا و ارفعهم محلا، (447) و كذا فى بعض النسخ ، و هو اءيضا مناسب
َ و فهتم بكلمة الاخلاص فى نفر من البيض الخماص ... يقال : فاه فلان بالكلام كقال ... اءى لفظ به كتفوه
َ و كلمة الاخلاص : كلمة التوحيد، و فيه تعريض باءنه لم يكن ايمانهم عن قلوبهم ، و البيض جمع ابيض و هو من الناس خلاف الاسود، (448) و الخماص - بالكسر - جمع خميص ، و الخماصة تطلق على دقة البطن خلقة و على خلوه من الطعام ، يقال : فلان خميص البطن من اموال الناس اءى عفيف عنها، و فى الحديث : كالطير تغدو خماصا و تروح بطانا (449)
َ و المراد بالبيض الخماص : اما اهل البيت عليهم السلام - و يؤ يده ما فى كشف الغمة : فى نفر من البيض الخماص ، الذين اءذهب الله عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا - (450) و وصفهم بالبيض لبياض وجوههم ، اءو هو من قبيل وصف الرجل بالاغر، و بالخماص لكونهم ضامرى البطون بالصوم و قلة الاكل ، اءو لعفتهم (451) عن اءكل اءموال الناس ‍ بالباطل ، اءو المراد بهم من آمن من العجم كسلمان رضى الله عنه و غيره ، و يقال لاهل فارس : بيض ؛ لغلبة البياض على اءلوانهم و اءموالهم ، اذا الغالب فى اءموالهم الفضة ، كما يقال لاهل الشام : حمر؛ لحمرة اءلوانهم و غلبة الذهب فى اءموالهم ، و الاول اظهر. و يمكن اعتبار نوع تخصيص فى المخاطبين ، فيكون المراد بهم غير الراسخين الكاملين فى الايمان ، و بالبيض ‍ الخماص : الكمل منهم
َ (و كنتم على شفا حفرة من النار...) (452) شفا كل شى ء طرفه (453) و شفيره ... اءى كنتم على شفير جهنم مشرفين على دخولها لشرككم و كفركم
َ مذقة الشارب و نهزة الطامع ... مذقة الشارب : شربته ، (454) و النهزة - بالضم - الفرصة (455)... اءى محل نهزته ... اءى كنتم قليلين اءذلاء يتخطفكم بسهولة ، و كذا قولها عليهاالسلام
َ و قبسة العجلان و موطى ء الاقدام ... و القبسة - بالضم - شعلة من نار يقتبس من معظمها، (456) و الاضافة الى العجلان لبيان القلة و الحقارة ، وطء الاقدام مثل مشهور فى المغلوبية و المذلة
َ تشربون الطرق و تفتانون (457) الورق ... الطرق - بالفتح -: ماء السماء الذى تبول فيه الابل و تبعر، (458) و الورق - بالتحريك - ورق الشجر، (459) و فى بعض النسخ : و تفتاتون القد، و هو - بكسر القاف و تشديد الدال - سيريقد من جلد غير مدبوغ ، (460) و المقصود وصفهم بخباثة المشرب و حشوبة (461) الماءكل ، لعدم اهتدائهم الى ما يصلحهم فى دنياهم ، و لفقرهم و قلة ذات يدهم ، و خوفهم من الاعادى
َ اءذلة خاسئين تخافون اءن يتخطفكم الناس من حولكم ... الخاسى ء: المبعد المطرود، (462) و التخطف : استلاب الشى ء (463) و اءخذه بسرعة ، اقتبس من قوله تعالى : (واذكروا اذ اءنتم قليل مستضعفون فى الارض تخافون اءن يتخطفكم الناس فئاويكم و اءيديكم بنصره و رزقكم من الطيبات لعلكم تشكرون ) (464)
و فى نهج البلاغه : عن اءميرالمؤ منين عليه السلام : اءن الخطاب فى تلك الاية لقريش خاصة ، و المراد بالناس سائر العرب اءو الاعم
َ و اللتيا... بفتح اللام و تشديد الياء تصغير التى (465)، و جوز بعضهم فيه ضم اللام ، (466) و هما كنايتان عن الداهية الصغيرة و الكبيرة (467)
َو بعد اءن منى ببهم الرجال ، و ذؤ بان العرب ، و مردة اءهل كتاب ... يقال ... منى بكذا - على صيغة المجهول - اءى ابتلى ، (468) و بهم الرجال - كصرد - الشجعان منهم لانهم لشدة باءسهم لا يدرى من اءين يؤ تون ، (469) و ذوبان العرب : لصوصهم و صعاليكم (470) الذين لا مال لهم و لا اعتماد عليهم ، و المردة : العتاه (471) المتكبرون المجاوزون للحد
َ اءو نجم (472) قرن للشيطان ، و فغرت فاغرة من المشركين ، قذف اءخاه فى لهواتها... نجم الشى ء - كنصر - نجوما: ظهر و طلع ، (473) و المراد ب :القران ، القوة ، و فسر قرن الشيطان ب :امته و متابعيه ، (474) و فغرفاه ... اءى فتحه ، و فغرفوه ... اءى انفتح - يتعدى و لا يتعدى - (475) و الفاغرة من المشركين : الطائفة العادية منهم تشبيها بالحية اءو السبع ، و يمكن تقدير الموصوف مذكرا على اءن يكون التاء للمبالغة
َ و القذف : الرمى ، و يستعمل فى الحجارة كما ان الحذف يستعمل فى الحصا، يقال هم بين حاذف و قاذف (476)
َ و اللهوات - بالتحريك - جمع لهاة ، و هى اللحمة فى اقصى سقف الفم ، (477) و فى بعض الروايات : فى مهواتها - بالضم - (478) و هى بالتسكين :
الحفرة (479) و ما بين الجبلين و نحو ذلك . (480) و على اءى حال ، المراد اءنه صلى الله عليه و آله كلما اءراده طائفة من المشركين اءو عرضت له داهية عظيمة بعث عليا عليه السلام لدفعها و عرضه للمهالك .
و فى رواية الكشف و ابن اءبى طاهر: كلما حشوا نارا للحرب ، و نجم قرن للضلال .
قال الجوهرى : (481) حششت النار... اءوقدتها
َ فلا ينكفى ء حتى يطاء صماخها باءخصمه ، و يخمد لهبها بسفيه ... انكفاء بالهمزة اءى رجع ، من قولهم : كفاءت القوم كفاء: اذا ارادوا وجها فصرفتهم عنه الى غيره فانكفؤ وا... اءى رجعوا (482)
َ و الصماخ - بالكسرة - ثقب الاذن ، و الاذن نفسها، و بالسين - كما فى بعض الروايات - لغة فيه (483)
َ و الاخمص : ما لا يصيب الارض من باطن القدم (484) عند المشى ، و وطء الصماخ بالاخمص عبارة عن القهر و الغلبة على اءبلغ وجه ، و كذا اخماد اللهب بماء السيف استعارة بليغة شائعة
َ مكدودا فى ذات الله ... المكدود: من بلغه التعب (485) و الاذى ، و ذات الله اءمره و دينه ، و كلما يتعلق به سبحانه ، و فى الكشف : مكدودا دؤ وبا (486) فى ذات الله
َ و الصماخ - بالكسرة - ثقب الاذن ، و الاذن نفسها، و بالسين - كما فى بعض الروايات - لغة فيه (487)
َ و الاخمص : ما لا يصيب الارض من باطن القدم (488) عند المشى ، و وطء الصماخ بالاخمص عباردة عن القهر و الغلبة على اءبلغ وجه ، و كذا اخماد اللهب بماء السيف استعارة بليغة شائعة
َ مكدودا فى ذات الله ... المكدود: من بلغة التعب (489) و الاذى ، و ذات الله اءمره و دينه ، و كلما يتعلق به سبحانه ، و فى الكشف : مكدودا دؤ وبا (490) فى ذات الله
َ سيد اءولياءالله ... - بالجر - صفة الرسول صلى الله عليه و آله اءو بالنصب عطفا على الاحوال السابقة ، و يؤ يد الاخير ما فى رواية ابن ابى طاهر: سيدا فى اءولياءالله
َو التشمير فى الامر: الجد و الاهتمام فيه (491)
َ الكدح : العمل و السعى (492) و قال الجوهرى : (493) الدعة : الخفض ...، تقول : منه ودع الرجل ... فهو وديع اءى ساكن و وداع اءيضا، ... يقال : نال فلان المكارم وادعا من غير كلفة
َ و قال : الفكاهة - بالضم - المزاح ، ... و بالفتح - مصدر - فكه الرجل - بالكسر - فهو فكه اذا كان طيب النفس مزاحا، و الفكه - اءيضا - الاشرو (494) البطر، و قرى ء: (و نعمة كانوا فيها فكهين ) (495) اءى اشرين ، و فاكهين ... اءى ناعمين ، و الفاكهة : الممازحة (496)
َ و فى الرواية ابن ابى طاهر: و اءنتم فى بلهنية وادعون آمنون ... قال الجوهرى (497) هو فى بلهينة من العيش اءى سعة و رفاهية و هو ملحق بالخماسى بالف فى اخره و انما صارت ياء لكسرة (498) ما قبله و فى الكشف : و اءنتم فى رفهنية ... و هى مثلها لفظا و معنى (499)
َ تتربصون بنا الدوائر... الدوائر: صروف الزمان (500) و حوادث الايام و العواقب المذمومة و اءكثر ما تستعمل الدائرة فى تحول النعمة الى الشدة اءى كنتم تنتظرون نزول البلايا علينا و زوال النعمة و الغلبة عنا
َ تتوكفون الاخبار... التوكف : التوقع (501) و المراد اءخبار المصائب و الفتن ، و فى بعض النسخ : تتواكفون الاخيار، يقال : واكفة فى الحرب اءى واجهه (502)
َ و تنكصون عند النزال ... النكوص : الاحجام و الرجوع عن الشى ء (503) و النزال - بالكسر - ان ينزل القرنان عن ابلهما الى خيلهما فيتضاربا، (504) و المقصود من تلك الفقرات اءنهم لم يزالوا منافقين لم يؤ منوا قط
َ ظهر فيكم حسيكة النفاق ، و سمل جلباب الدين و نطق كاظم الغاوين ، و نبغ خامل الاقلين ، و هدر فنيق المبطلين ... الحسيكة : العداوة ، قال الجوهرى (505) الحسك : حسك السعدان ، الواحدة حسكة ... و قولهم فى صدره حسيكة و حساكة ... اءى ضغن و عداوة . و فى بعض الروايات : حسكة النفاق ... فهو على الاستعارة
َ و سمل الثوب - كنصر - صار خلقا. (506)
و الجلباب - بالكسر - الملحفة ، (507) و قيل : ثوب واسع للمراءة غير الملحفة . (508) و قيل : هو ازار و رداء. و قيل : هو كالمقنعة تغطى به المراءة راءسها و ظهرها و صدرها (509)
َو الكظوم : السكوت . (510)
َ و نبغ الشى ء - كمنع و نصر - اءى ظهر - (511) و نبغ الرجل : اذا لم يكن فى ارث الشعر، ثم قال و اجاد (512)
َ و الخامل : من خفى ذكره و صوته و كان ساقطا لا نباهة له (513)
َ و المراد ب :الاقلين : الاذلون ، و فى بعض الروايات : الاولين
َ و فى الكشف : فنطع كاظم و نبغ خامل ، و هدر فنيق الكفر، يخطر فى عرصاتكم ... و الهدر: ترديد البعير صوته فى حنجرته . (514)
و الفنيق : الفحل المكرم من الابل الذى لا يركب و لا يهان لكرامته على اهله (515)
َفخطر فى عرصاتكم ، و اءطلع الشيطان راءسه من مغرزه هاتفا بكم فاءلفاكم لدعوتة مستجيبين ، و للعزة فيه ملاحظين ... يقال خطر البعير بذنبه يخطر - بالكسر - خطرانا اذا رفعه مرة بعد مرة و ضرب به فخذيه ، (516) و منه قول الحجاج - لما نصب المنجنيق على الكعبة -... خطارة كالجمل الفنيق (517)
و مغرز الراءس (518) - بالكسر -: ما يختفى فيه ، و قيل : لعل فى الكلام تشبيها للشيطان بالقنفذ فانه انما يطلع راءسه عند زوال الخوف ، اءو بالرجل الحريص المقدم على اءمر فانه يمد عنقه اليه
َو الهتاف : الصياح . (519)
َو الفاكم ... اءى وجدكم (520)
َ و العزة - بالكسر - الاغترار. (521) و الانخداع ، (522) و الضمير المجرور راجع الى الشيطان .
و ملاحظة الشى ء: مراعاته ، و اءصله من اللحظ و هو النظر بمؤ خر العين ، (523) و هو انما يكون عند تعلق القلب بشى ء، اءى وجدكم الشيطان لشدة قبولكم للانخداع كالذى كان مطمح نظره اءن يغتر باءباطيله .
و يحتمل اءن يكون للعزة - بتقديم المهملة على المعجمة -. و فى الكشف : و للعزة ملاحظين ...، اءى وجدكم طالبين للعزة
َثم استنهضكم فوجدكم خفاقا، (524) و اءحمشكم فاءلفاكم غضابا، فوسمتم غير ابلكم ، و اءوردتم غير شربكم ...، النهوض : القيام ، و استنهضه لامر... اءى اءمرة بالقيام اليه . (525) فوجدكم خفافا... اءى مسرعين اليه
َ و احمشت الرجل : اغضبته ، و احمشت النار الهبتها، (526) اءى حملكم الشيطان على الغضب فوجدكم مغضبين لغضبه اءو من عند اءنفسكم ، و فى المناقب القديم عطافا - بالعين المهملة و الفاء - من العطف بمعنى الميل و الشفقة ، (527) و لعله اءظهر لفظا و معنى
َ و الوسم : الثر الكى يقال وسمته - كوعدته - وسما (528)
َ و الورود: حضور الماء للشرب ، و الايراد: الاحضار. (529)
و الشرب - بالكسر - الحظ من الماء، (530) و هما كنايتان عن اءخذ ما ليس لهم بحق من الخلافه و الامامة و ميراث النبوة . و فى الكشف : و اءوردتموها شربا ليس لكم
َ هذا و العهد قريب ، و الكلم رحيب ، و الجرح لما يندمل ، و الرسول لما يقبر... الكلم : الجرح (531)
َو الرحب - بالضم - السعة . (532)
َ و الجرح - بالضم - الاسم ، و بالفتح : المصدر، (533) و لما يندمل ... اءى لم يصلح (534) بعد
َ و قبرته : دفنته . (535)
ابتدارا زعمتم خوف الفتنه (اءلا فى الفتنة سقطوا و ان جهنم لمحيطة بالكافرين ) (536)... ابتدارا مفعول له للافعال السابقة ، و يحتمل المصدر بتقدير الفعل ، و فى بعض الروايات : بدارا زعمتم خوف الفتنة ... اءى ادعيتم و اظهرتم للناس كذبا (537) و خديعة انا انما اجتمعنا فى السقيفة دفعا للفتنة مع اءن الغرض كان غصب الخلافة عن اءهلها، و هو عين الفتنة
َ و لالتفات فى - سقطوا - لموافقة (538) الاية الكريمة
َفهيهات منكم ، و كيف بكم ، و اءنى تؤ فكون ، و كتاب الله بين اءظهركم ...: هيهات للتبعيد (539) و فيه معنى التعجب كما صرح به الشيخ الرضى ، (540) و كذلك كيف (541) و اءنى تستعملان فى التعجب (542)
َ و افكه - كضربه -: صرفه عن الشى ء و قلبه ، (543) اءى الى اين يصرفكم الشيطان و اءنفسكم و الحال ان كتاب الله بينكم ، و فلان بين اظهر قوم و بين ظهرانيهم ... اءى مقيم بينهم محفوف من جانبيه اءو من جوانبه بهم (544)
َ و الزهر: المتلالى ء، المشرق . (545)
و فى الكشف : بين اءظهركم قائمة فرائضه ، واضحة دلائله ، نيرة شرائعه ، زواجره واضحة ، و اءوامره لائحة
َ اءرغبة عنه ، بئس للظالمين بدلا... اءى من الكتاب ما اختاروه من الحكم الباطل
َ ثم لم تلبثوا الا ريث اءن تسكن نفرتها، و يسلس قيادها، ثم اءخذتم تورون وقدتها، و تهيجون جمرتها، و تستجيبون لهتاف الشيطان الغوى ، و اطفاء اءنوار الدين الجلى ، و اهماد سنن النبى الصفى ...
ريث - بالفتح - بمعنى قدر (546) و هى كلمة يستعملها اهل الحجاز كثيرا، و قدر يستعمل مع ما يقال : لم يلبث الا ريثما فعل كذا، (547) و فى الكشف هكذا: ثم لم تبرحوا ريثا، و قال بعضهم : هذا و لم تريثوا (548) الا ريث . و فى رواية ابن ابى طاهر: ثم لم تريثوا (549) ... اختها، و على التقديرين ضمير المؤ نث راجع الى فتنة وفاة الرسول صلى الله عليه و آله
َ و حت الورق من الغصن : (550) نثرها... اءى لم تصبروا الى ذهاب اءثر تلك المصيبة
َ و نفرت (551) الدابة - بالفتح -: ذهابها (552) و عدم انقيادها.
و السلس - بكسر اللام -: السهل اللين المنقاد، ذكره الفيروزآبادى . (553) و فى مصباح اللغة : (554) سلس سلسا من باب تعب : سهل ولان
َ و القياد - بالكسر -: ما يقاد به الدابة من حبل (555) و غيره .
و فى الصحاح : (556) ورى الزند يرى وريا: اذا خرجت ناره ، و فيه لغة اخرى : ورى الزند يرى - بالكسر - فيهما و اوريته انا و كذلك وريته تورية و فلان يستورى زناد الضلالة
َ و وقدة النار - بالفتح -: وقودها، (557) و وقدها: لهبها، (558) الجمرة : المتوقد من الحطب ، (559) فاذا برد فهو فحم ، و الجمر - بدون التاء - جمعها (كذا).
و الهتاف - بالكسر - الصياح ، و هتف به ... اءى دعاه ، (560) و اهماد النار اطفاؤ ها (561) بالكلية .
و الحاصل ؛ انكم انما صبرتم حتى استقرت الخلافة المغصوبة عليكم ، ثم شرعتم فى تهييج الشرور و الفتن و اتباع الشيطان ، و ابداع البدع ، و تغيير السنن
َ تسرون حسوا فى ارتغاء، و تمشون لاهله و ولده فى الخمر و الضراء و نصبر منكم على مثل حظ المديت و وخز السنان فى الحشا... الاسرار ضد الاعلان (562)
َ و الحسو - بفتح الحاء و سكون السين المهملتين - شرب المرق و غيره شيئا بعد شى ء (563)
و الارتغاء شرب الرغوة ، و هو زبد اللبن ، قال الجوهرى : (564) الرغوة - مثلثة -... زبد اللبن ... و ارتغيت شرب الرغوة . و فى المثل - يسر حسوا فى ارتغاء - يضرب لمن يظهر امرا و يريد غيره ، قال الشعبى - لمن ساءله عن رجل قبل اءم امراءته - قال : (565) يسر حسوا فى ارتغاء، و قد حرمت عليه امراءته . و قال الميدانى : قال ابوزيد و الاصمعى : اصله الرجل يؤ تى باللبن فيظهر اءنه يريد الرغوة خاصة و لا يريد غيرها فيشربها و هو فى ذلك ينال من اللبن ، يضرب لمن يريك اءنه يعينك و انما يجز النفع الى نفسه (566)
َ و الخمر - بالتحريك -: ما واراك من شجر و غيره ، يقال توارى الصيد عنى فى خمر الوادى ، و منه قولهم دخل فلان خمار الناس - بالضم - اءى ما يواريه و يستره منهم (567)
َ و الضراء بالضاد المعجمة المخففة -: الشجر الملتف فى الوادى ، و ياقل لمن ختل صاحبه و خادعه : يدب له الضراء و يمشى له الخمر، (568) و قال ابن الاعرابى : الضراء ما انخفض من الارض (569)
َ و الحز - بفتح الحاء المهملة -: القطع ، اءو قطع الشى ء من غير ابانة . (570)
و المدى - بالضم -: جمع مدية و هى السكين و الشفرة ، (571) و الوخز: الطعن بالرمح و نحوه لا يكون نافذا، يقال وخزه بالخنجر (572)
َ و فى رواية ابن ابى طاهر: ويها معشر المهاجرة ! ابتز ارث اءبيه ؟... قال الجوهرى (573) اذا اغريته بالشى ء قلت ويها يا فلان و هو تحريض ، انتهى . (574)
و لعل الانسب هنا التعجب . و الهاء فى (اءبيه ) فى الموضعين . و ارثية - بكسر الهمزة - بمعنى الميراث (575) للسكت ، كما فى سورة الحاقة : (كتابيه ) و (حسابيه ) و (ماليه ) و (سلطانيه )، (576) تثبت فى الوقف و تسقط فى الوصل ، و قرى باثباتها فى الوصل اءيضا
َ و فى الكشف : ثم اءنتم اءولا تزعمون اءن لا ارث ليه (577)... فهو اءيضا كذلك
َ كاشمس الضاحية ... اءى الظاهرة البينة ، يقال : فعلت ذلك الامرضاحية ... اءى علانية (578)
َ شيئا فريا... اءى امرا عظيما (579) بديعا، و قيل : اءى امرا منكرا قبيحا و هو ماءخوذ الافتراء بمعنى الكذب . (580)
و اعلم : اءنه قد وردت الروايات المتضافرة - كما ستعرف فى اءنها عليهاالسلام ادعت اءن فدكا كانت نحلة لها من رسول الله صلى الله عليه و آله ، فلعل عدم تعرضها صلوات الله عليها فى هذه الخطبة لتلك الدعوى لياءسها عن قولهم اياها، اذ كانت الخطبة بعد ما رد اءبوبكر شهادة اءميرالمؤ منين عليه السلام من شهد معه ، و قد كانت (581) المنافقون الحاضرون معتقدين لصدقه ، فتمسك بحديث الميراث لكونه من ضروريات الدين
َ و زعمتم اءن لا حظوة لى ... الحظوة - بالكسر الحاء و ضمها و سكون الظاء المعجمة -: المكانة و المنزلة ، (582) و يقال : حظيت المراءة عند زوجها اذا دنت من قلبه (583)
َ و فى الكشف ، فزعتم اءن لا حظ لى و لا ارث لى من ابيه ، اءفحكم الله بآية اءخرج اءبى منها؟! اءم تقولون اءهل ملتين لا يتوارثان ؟! اءم اءنتم اءعلم بخصوص القرآن و عمومه من اءبى ؟! (اءفحكم الجاهلية ...) (584) الاية .
ايها معاشر المسلمة ؛ اءاءبتز ارثية !... الله ان ترث اءباك و لا اءرث ابيه (لقد جئت شيئا فريا) (585)
َ فدونكها مخطومة مرحولة ... الضمير راجع الى فدك المدلول عليها بالمقام ، و الامر باءخذها للتهديد
َ و الخطام - بالكسر - كل ما يوضع (586) فى اءنف البعير ليقاد به (587)
َ و الرحل - بالفتح - للناقة كالسرج للفرس ، و رحل البعير - كمنع - شد على ظهره الرحل . (588) شبهتها عليهاالسلام فى كونها مسلمة لا يعارضه فى اءخذها اءحد بالناقة المناقدة المهياءة للركوب
َ و الزعيم محمد (589) - فى بعض الروايات - و الغريم ... اءى طالب الحق (590)
و عند الساعة ما تخسرون (591)... كلمة (ما) مصدرية اءى فى القيامة يظهر خسرانكم
َ و: (لكل نبا مستقر...)، (592) اءى لكل خبر، (593) - يريد نباء (594) العذاب اءو الايعاد به - وقت استقرار و وقوع
َ و سوف تعلمون - عند وقوعة - من ياءتيه عذاب يجزيه ... الاقتباس من موضعين : احدهما: سورة الانعام ، و الاخر: فى سورة هود فى قصة نوح عليه السلام حيث قال : (ان تسخروا منا فانا نسخر منكم كما تسخرون : # فسوف تعلمون من ياءتيه عذاب يخزيه و يحل عليه عذاب مقيم )، (595) فالعذاب الذى يخزيهم الغرق ، و العذاب المقيم عذاب النار
َ ثم رمت بطرفها... الطرف - بالفتح - مصدر طرفت عين فلان اذا نظرت (596) و هو ان ينظر ثم يغمض ، و الطرف - اءيضا - العين (597)
َو المعشر: الجماعة . (598)
َ و الفتية - بالكسر -: جمع فتى و هو الشاب و الكريم السخى (599)
َ و فى المناقب : يا معشر البقية و اءعضاد الملة ، و حصنة الاسلام ...
َ و فى الكشف : يا معشر البقية ، و يا عماد الملة و حصنة الاسلام ...
َ و الاعضاد جمع عضد - بالفتح - الاعوان ، يقال : عضدته كنصرته لفظا و معنى (600)
َ ما هذه الغميزة فى حقى و السنة عن ظلامتى ... قال الجوهرى : ليس فى فلان غميزة اءى مطعن ، و نحن ذكر الفيروزآبادى ، (601) و هو لا يناسب المقام الا بتكلف .
و قال الجوهرى : (602) رجل غمز اءى ضعيف .
و قال الخليل فى كتاب العين : (603) الغميزة - بفتح الغين المعجمة و الزاى - ضعفة فى العمل و جهلة فى العقل و يقال : (604) سمعت كلمة فاغتمزتها فى عقله اءى عملت اءنه احمق . و هذا المعنى اءنسب
َ و فى الكشف : ما هذه الفترة - بالفاء المفتوحة و سكون التاء - و هو السكون ، (605) و هو اءيضا مناسب
َ و فى رواية ابن ابى طاهر بالراء المهملة ، و لعلة من قولهم غمر على اخيه ... اءى حقد و ضغن ، اءو من قولهم : غمر عليه ... اءى اغمى عليه ، اءو من الغمر بمعنى الستر، (606) و لعلة كان بالضاد المعجمة فصحف ، فان استعمال اغماض العين - فى مثل هذا المقام - شايع .
و السنة - بالكسر - مصدر وسن يوسن - كعلم يعلم - وسنا وسنة ، و السنة : اءول النوم اءو النوم الخفيف ، و الهاء عوض عن الواو (607)
َ و الظلامة - بالضم - كالمظلمة - بالكسر - ما اخذه الظالم منك فتطلبه عنده ، (608) و الغرض تهييج الانصار لنصرتها اءو توبيخهم على عدمها.
و فى الكشف - بعد ذلك -: اءما كان لرسول الله صلى الله عليه و آله اءن يحفظ...؟!
َ سرعان ما اءحدثتم و عجلان ذا اهالة ... سرعان - مثلثه السين - و عجلان - بفتح العين - كلاهما من اءسماء الافعال بمعنى سرع و عجل ، و فيهما معنى التعجب اءى ما اسرع و اعجل (609)
َ و فى رواية ابن ابى طاهر نسرعان ما اءجدبتم فاءكديتم ، يقال : اجدب القوم اءى اصابهم الجدب ، (610) اكدى الرجل اذا قل خيره (611) و الاهالة - بكسر الهمزة - الودك (612) و هو دسم اللحم ، (613) و قال الفيروزآبادى : (614) قولهم (615) سرعان ذا اهالة اصلة اءن رجلا كانت له نعجة عجفاء و كانت (616) رعامها يسيل من منخريها لهزالها، فقيل له : ما هذا الذى يسيل ؟ (617) فقال : ودكها، فقال السائل : سرعان ذا اهالة ، (618) و نصب اهالة على الحال ، و ذا اشارة الى الرعام (619) اءو تمييز على تقدير نقل الفعل ، كقولهم تصبب زيد عرقا، و التقدير سرعان اهالة هذه ، و هو مثل (620) يضرب لمن يخبر بكينونة الشى ء قبل وقته ، انتهى
َ و الرعام - بالضم -: ما يسيل من اءنف الشاة و الخيل ، (621) و لعل المثل كان بلفظ عجلان فاشتبه على الفيروزآبادى اءو غيره ، اءو كان كل منهما مستعملا فى هذا المثل ، و غرضها صلوات الله عليها التعجب من تعجيل الانصار و مبادرتهم الى احداث البدع و ترك السنن و الاحكام ، و التخاذل عن نصرة عترة سيد الانام مع قرب عهدهم به ، و عدم نسيانهم ما اءوصاهم به فيهم ، و قدرتهم على نصرتها و اءخذ حقها ممن ظلمها، و لا يبعد اءن يكون المثل اخبارا مجملا بما يترتب على هذه البدعة من الفاسد الدينية و ذهاب الاثار النبوية
َ فخطب جليل استوسع وهيه ، و استنهر فتقه ، و انفتق رتقه ، و اظلمت الارض لغيبة ، و كسفت النجوم لمصيبته ... الخطب - بالفتح - الشاءن و الامر عظم اءو صغر (622)
َ و الوهى - كالرمى -: الشق و الخرق ، (623) يقال : و هى الثوب اذا بلى و تخرق (624)
َ و استوسع و استنهر - استفعل - من النهر - بالتحريك - بمعنى السعة (625) اءى اتسع (626)
َ و الفتق : الشق (627) و الرتق ضده (628) و انفتق ... اءى انشق ، و الضمائر المجرورات الثلاثة راجعة الى الخطب بخلاف المجرورين بعدها فانهما راجعان الى النبى صلى الله عليه و آله
َ و كسف النجوم : ذهاب نورها، (629) و الفعل منه يكون متعديا و لازما، و الفعل كضرب
َ و فى رواية ابن ابى طاهر مكان الفقرة الاخيرة : و اكتاءبت خيرة الله لمصيبته ... والاكتئاب - افتعال - من الكابة بمعنى الحزن (630)
َ و فى الكشف : و استنهر فتقه ، و فقد راتقه ، و اءظلمت الارض و اكتابت لخيرة الله ... الى قولها: و اديلت الحرمة - من الادالة بمعنى الغلبة (631) - و اءكدت الامال ، و خشعت الجبال ، و اضيع الحريم ، وازيلت الحرمة عند مماته ... يقال : اكدى فلان اءى بخل اءو قل خيره (632) و حريم الرجل ما يحميه و يقاتل عنه ، و الحرمة ما لا يحل انتهاكه (633)، و فى بعض النسخ : الرحمة مكان الحرمة
َ فتلك - والله - النازلة الكبرى و المصيبة العظمى ، لا مثلها نازلة و لا بائقة عاجلة ، اءعلن بها كتاب الله جل ثناؤ ه فى اءفنيتكم و فى ممساكم و مصبحكم هتافا و صراخا و تلاوة و اءلحانا...: و النازلة الشديدة (634)
َ و البائقة : الداهية . (635)
و فناء الدار - ككساء - العرصة المتسعة امامها. (636)
و الممسى و المصبح - بضم الميم فيهما - مصدران و موضعان من الاصباح و الامساء. و الهتاف - بالكسر -: الصياح . (637)
و الصراخ كغراب : الصوت اءو الشديد منه . (638)
و التلاوة - بالكسر - القراءة . (639)
و الالحان : الافهام ، يقال : الحنه القول ... اءى افهمه اياه ، (640) و يحتمل اءن يكون من اللحن بمعنى الغناء و الطرب ، قال الجوهرى : (641) اللحن واحد الالحان و اللحون و منه الحديث : (اقرؤ ا القرآن بلحون العرب ). و قد لحن فى قراءته اذا طرب و غرد، و هو الحن الناس اذا كان اءحسنهم قراءة اءو غناء انتهى . و يمكن اءن يقراء على هذا بصيغة الجمع اءيضا، و الاول اءظهر
َ و فى الكشف : فتلك نازلة اءعلن بها كتاب الله فى قبلتكم ، ممساكم و مصبحكم ، هتافا هتافا، و لقبله ما حل باءنبياء الله و رسله ...
َ حكم فصل و قضاء حتم (و ما محمد الا رسول قد خلت من قبله الرسل اءفاين مات اءو قتل انقلبتم على اءعقابكم و من ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا و سيجزى الله الشاكرين ) (642)... الحكم الفضل : هو المقطوع به الذى لا ريب فيه و لا مرد له ، و قد يكون بمعنى القاطع الفارق بين الحق و الباطل (643)
َ و الحتم - فى الاصل -: احكام الامور. (644) و القضاء الحتم : هو الذى لا يتطرق اليه التغيير
َو خلت ... اءى مضت . (645)
َ و الانقلاب على العقب : الرجوع القهقرى ، اريد به الارتداد بعد الايمان ، و الشاكرون المطيعون المعترفون بالنعم الحامدون عليها. (646)
قال بعض الاماثل : و اعلم اءن الشبهة العارضة للمخاطبين بموت النبى صلى الله عليه و آله اما عدم تحتم العمل باءوامره و حفظ حرمته فى اءهله لغيبته ، فان العقول الضعيفة مجبولة على رعاية الحاضر اءكثر من الغائب ، و انه اذا غاب من اءبصارهم ذهب كلامه عن اءسماعهم ، و وصاياه عن قلوبهم ، فدفعها ما اءشارت اليه صلوات الله عليها من اعلان الله جل ثناؤ ه و اخباره بوقوع تلك الواقعة الهايلة قبل وقوعها. و ان الموت مما قد نزل بالماضين من اءنبياءالله و رسله عليهم السلام تثبيتا للامة على الايمان . و ازالة لتلك الخصلة الذميمة عن نفوسهم .
و يمكن اءن يكون معنى الكلام اءتقولون مات محمد صلى الله عليه و آله و بعد موته ليس لنا زاجر و لا منانع عما نريد، و لا نخاف اءحد فى ترك الانقياد للاوامر و عدم الانزجار عن النواهى ، و يكون الجواب ما يستفاد من حكاية قول سبحانه : (اءفاين مات اءو قتل ...) (647) الاية ، لكن لا يكون حينئذ لحديث اعلان الله سبحانه و اخباره بموت الرسول مدخل فى الجواب الا بتكلف .
و يحتمل اءن يكون شبهتهم عدم تجويزهم الموت على النبى صلى الله عليه و آله كما اءفصح عنه عمر بن الخطاب - و سياءتى فى مطاعنه - فبعد تحقق موته عرض لهم شك فى الايمان و وهن فى الاعمال ، فلذلك خذلوها و قعدوا عن نصرتها، و حينئذ مدخلية حديث الاعلان و ما بعده فى الجواب واضح .
و على التقادير لا يكون قولها عليهاالسلام : فخطب جليل ... داخلا فى الجواب ، و لا مقولا لقول المخاطبين على الاستفهام التوبيخى ، بل هو كلام مستاءنف لبث الحزن و الشكوى ، بل يكون الجواب بما بعد قولها: فتلك والله النازلة الكبرى ... و يحتمل اءن يكون مقولا لقولهم ، فيكون حاصل شبهتهم اءن موته صلى الله عليه و آله الذى هو اءعظم الدواهى قد وقع ، فلا يبالى بما وقع بعده من مماته صلى الله عليه و آله اءعظم المصائب سلمت عليهاالسلام اءولا فى مقام جواب (648) تلك المقدمة ، لكونها محض الحق ثم نبهت على خطئهم فى اءنها مستلزمه لقلة المبالاة بما وقع ، و القعود عن نصرة الحق ، عدم اتباع اءوامره صلى الله عليه و آله بقولها: اءعلن بها كتاب الله ... الى آخر الكلام ، فيكون حاصل الجواب اءن الله قد اءعلمكم بها قبل الوقوع ، و اءخبركم باءنها سنة ماضية فى السلف من اءنبيائه ، و حذركمم الانقلاب على اءعقابكم كى لا تتركوا العمل بلوازم الايمان بعد وقوعها، و لا تهنوا عن نصرة الحق و قمع الباطل ، و فى تسلميها ما سلمته اولا دلالة على اءن كونها اءعظم المصائب مما يؤ يد وجوب نصرتى ، فانى اءنا المصاب بها حقيقة ، و ان شاركنى فيها غيرى ، فمن نزلت به تلك النازلة الكبرى فهو بالرعاية اءحق و اءحرى .
و يحتمل اءن يكون قولها عليهاالسلام : فخطب جليل ... من اءجزاء الجواب ، فتكون شبهتهم بعض الوجوه المذكورة ، اءو المركب من بعضها مع بعض ، و حاصل الجواب حينئذ اءنه اذا نزل بى مثل تلك النازلة الكبرى - و قد كان الله عزوجل اءخبركم بها و اءمركم اءن لا ترتدوا بعدها على اءعقابكم - فكان الواجب عليكم دفع الضيم عنى و القيام بنصرتى ، و لعل الانسب بهذا الوجه ما فى رواية ابن ابى طاهر من قولها: و تلك نازلة اءعلن بها كتاب الله ... بالواو دون الفاء، و يحتمل اءن تكون الشبهة العارضة للمخاطبين مقصورة على اءحد الوجوه المذكورة ، بل تكون الشبهة لبعضهم بعضا و للاخر (649) اخرى ، و يكون كل مقدمة من مقدمات الجواب اشارة الى دفع واحدة منها.
اقول : و يحتمل اءن تكون هناك شبهة حقيقة ، بل يكون الغرض اءنه ليس لهم فى ارتكاب تلك الامور الشنيعة حجة و متمسك ، الا اءن يتمسك اءحد باءمثال تلك الامور الباطلة الواهية التى لا يخفى على اءحد بطلانها، و هذا شائع فى الاحتجاج
َاءيها بنى قيلة ! اءاءهضم تراث اءبى و اءنتم بمراءى منى و مسمع ، و مبتداء و مجمع ، تلبسكم الدعوة ، و تشملكم الخبرة ... اءيها - بفتح الهمزة و التنوين - بمعنى هيهات (650)
َ و بنوقيلة : الاوس و الخزرج - قبيلتا الانصار - و قيلة - بالفتح اسم ام لهم قديمة : و هى قيلة بنت كاهل (651)
َ و الهضم : الكسر، يقال : هضمت الشى ء... اءى كسرته ، و هضمه حقه و اهتضمه اذا ظلمه و كسر عليه حقه (652)
َ و التراث - بالضم - اءلميراث ، و اصل التاء فيه واو (653)
َ و اءنتم بمراءى منى و مسمع ... اءى بحيث اراكم و اسمعكم (654) كلامكم (كذا).
و فى رواية ابن ابى طاهر: منه - اءى من الرسول صلى الله عليه و آله - و المبتداء فى اءكثر النسخ بالباء الموحدة مهموزا، فلعل المعنى اءنكم فى مكان يبتداء منه الامور و الاحكام ، و الاظهر اءنه تصحيف المنتدى - بالنون غير مهموزة - بمعنى المجلس ، (655) و كذا فى المناقب القديم ، فيكون المجمع كالتفسير له ، و الغرض الاحتجاج عليهم بالاجتماع (656) الذى هو من اءسباب القدرة على دفع الظلم ، و اللفظان غير موجودين فى (657) رواية ابن ابى طاهر
َ و تلبسكم - على بناء المجرد - اءى تغطيكم و تحيط بكم .
و الدعوة : المرة من الدعاء اءى النداء (658) كالخبرة - بالفتح - من الخبر - بالضم - بمعنى العلم ، (659) اءو الخبرة - بالكسر - بمعناه ، (660) و المراد بالدعوة : نداء المظلوم للنصرة ، و بالخبرة علمهم بمظلوميتها عليهاالسلام ، و التعبير بالاحاطة و الشمول للمبالغة ، اءو للتصريح باءن ذلك قد عمهم جميعا، و ليس من قبيل الحكم على الجماعة بحكم البعض اءو الاكثر
َو فى رواية ابن ابى طاهر: الحيرة - بالحاء المهملة - و لعله تصحيف ، و يخفى توجيه
َ و اءنتم موصوفون بالكفاح ، معروفون بالخير و الصلاح و النجبة (661) التى انتجبت ، و الخيرة التى اختيرت ... الكفاح : استقبال العدو فى الحرب بلاترس و لا جنة ، و يقال : (662) فلان يكافح الامور... اءى يباشرها بنفسه (663)
َ و النجبة - كهمزة - النجيب الكريم ، (664) و قيل : يحتمل ان يكون بفتح الخاء المعجمة اءو سكونها بمعنى المنتخب المختار، (665) و يظهر من ابن الاثير اءنها بالسكون تكون جمعا (666)
َ و الخيرة - كعنبة : المفضل من القوم المختار منهم (667)
َ قاتلتم العرب - فى المناقب : لنا اءهل البيت قاتلتم - و ناطحتم الامم ، و كافحتم البهم ، فلا نبرح اءو تبرحون ناءمركم فتاءمرون ...
ناطحتم الامم ... اءى حاربتم الخصوم و دافعتموهم بجد و اهتمام كما يدافع الكبش قرنه بقرنه . (668)
و البهم : الشجعان (669) - كما مر. (670)
و مكافتحتها: التعرض لدفعها من غير توان و ضعف
َ و قولها عليهاالسلام : اءو تبرحون ... معطوف على مدخول النفى ، فالمنفى اءحد الامرين ، و لا ينتفى الا بانتفائهما معا، فالمعنى لا نبرح لا تبرحون ناءمركم فتاءتمرون ... اءى كنا لم نزل آمرين و كنتم مطيعين لنا فى اءوامرنا.
و فى كشف الغمة : و تبرحون - بالواو - فالعطف على مدخول النفى ، اءيضا و يرجع الى ما مر، و عطفه على النفى - اشعارا باءنه قد كان يقع منهم براح عن الاطاعة كما فى غزوة احد و غيرها، بخلاف اءهل البيت عليهم السلام اذا لم يعرض لهم كلال عن الدعوة و الهداية - بعيد عن المقام ، و الاظهر ما فى رواية ابن اءبى طاهر من ترك المعطوف راءسا
َ لا نبرح ناءمركم ... اءى لم يزل عادتنا الامر و عادتكم الائتمار
َ و فى المناقب : لا نبرح و لا تبرحون ناءمركم ... فيحتمل اءن يكون اءو فى تلك النسخة اءيضا بمعنى الواو... اءى لا نزال ناءمركم و لا تزالون تاءتمرون ، و لعل ما فى المناقب اءظهر النسخ و اءصوبها.
حتى اذا دارت بنا رحى الاسلام ، و در حلب الايام ، و خضعت نعرة الشرك و سكنت فورة الافك و خمدت نيران الكفر، و هداءت دعوة الهرج ، و استوثق نظام الدين ... دوران الرحى كناية عن انتظام اءمرها و الباء للسسببية
َو در اللبن : جريانه و كثرته . (671)
َ و الحلب - بالفتح - استخراج ما فى الضرع من اللبن ، و بالتحريك اللبن المحلوب ، (672) و الثانى اءظهر للزوم ارتكاب تجوز فى الاسناد و فى المسند اليه على الاول .
و النعرة - بالنون و العين و الراء المهملتين - مثال همزة : الخيشوم و الخيلاء و الكبر (673) اءو بفتح النون من قولهم : نعر العرق بالدم ... اءى فار، (674) فيكون الخضوع بمعنى السكون ، اءو بالغين المعجمة من نعرت القدر... اءى فارت . (675)
و قال الجوهرى : نعر الرجل - بالكسر - اءى اغتاض ، قال الاصمعى : هو الذى يغلى جوفه من الغيظ. و قال (676) ابن السكيت : يقال : ظل فلان يتنغز على فلان ... اءى يتذمر عليه ، (677) و فى اءكثر النسخ بالثاء المثلثة المضمومة و الغين المعجمة ، و هى نقرة النحر بين الترقوتين ، (678) فخضوع ثغرة الشرك كناية عن محقه و سقوطه كالحيوان الساقط على الارض ، نظيره قول اءميرالمؤ منين صلوات الله و سلامه عليه و آله : اءنا وضعت كلكل العرب - اءى صدورهم (679)
َ و الافك - بالكسر - الكذب ، (680) و فورة الافك غليانه و هيجانه (681)
َ و خمدت النار... اءى سكن لهبها و لم يطفاء جمرها، (682) و فيه اشعار بنفاق بعضهم و بقاء مادة الكفر فى قلوبهم
َ و فى رواية ابن اءبى طاهر: و باخت نيران الحرب ... قال الجوهرى : باخ الحر و النار و الغضب و الحمى ... اءى سكن و فتر (683) و هداءت سكنت (684)
َ و الهرج : الفتنة و الاختلاط (685) و فى الحديث : الهرج : القتل (686)
َ و استوسق ... اءى اجتمع و انضم من الوسق - بالفتح - و هو ضم الشى ء الى الشى ء و اتساق الشى ء: انتظامه (687)
َ و فى الكشف : فناويتم العرب و بادهتم الامور. الى قولها عليهاالسلام حتى دارت لكم بنا رحى الاسلام ، و در حلب البلاد، و خبت نيران الحرب ... يقال : بدهه بامر... اءى استقبله به ، و بادهه : فاجاءه (688)
َ فاءنى حرتم بعد البيان ، و اءسررتم بعد الاعلان ، و نكصتم بعد الاقدام و اءشركتم بعد الايمان ... كلمة اءنى ، ظرف مكان بمعنى اين ، و قد يكون كيف (689) اءى من اءين حرتم ، و ماكان منشاءه .
و جرتم : اما - بالجيم - من الجور و هو الميل عن القصد (690) و العدول عن الطريق ، (691) اءى لماذا تركتم سبيل الحق بعد ما تبين لكم ؟ اءو بالحاء المهملة المضمومة من الحور بمعنى الرجوع اءو النقصان (692) بعد الزيادة (693) و اءما بكسرها من الحيرة
َو النكوص : الرجوع الى خلف . (694)
َ (الا تقاتلون قوما نكثوا اءيمانهم و هموا باخراج الرسول و هم بدءكم اءول مرة اءتخشونهم فالله اءحق تخشوه ان كنتم مؤ منين ) (695) نكث العهد - بالفتح - نقصه . (696)
و الايمان - جمع اليمين - و هو القسم . (697)
و المشهور بين المفسرين اءن الاية نزلت فى اليهود الذين نقضوا عهودهم و خرجوا مع الاحزاب و هموا باخراج الرسول من المدينة ، و بدؤ وا بنقض العهد و القتال .
و قيل : (698) نزلت فى مشركى قريش و اءهل مكة حيث نقضوا اءيمانهم التى عقدوها مع الرسول و المؤ منين على اءن لا يعاونوا عليهم اءعداءهم ، فعاونوا بنى بكر على خزاعة ، و قصدوا اخراج الرسول صلى الله عليه و آله من مكة حين تشاوروا بدار الندوة ، و اءتاهم ابليس بصورة شيخ نجدى ... الى آخر ما مر من القصة ، (699) فهم بدؤ وا بالمعاداة و المقاتلة فى هذا الوقت ، اءو يوم بدر، اءو بنقض العهد، و المراد بالقوم الذين نكثوا ايمانهم فى كلامها صلوات الله عليها، اءما الذين نزلت فيهم الاية فالغرض بيان وجوب قتال الغاصبين للامامة و لحقها، الناكثين لما عهد اليهم الرسول صلى الله عليه و آله فى وصيه عليه السلام و ذوى قرباه و اءهل بيته ، كما وجب باءمره سبحانه قتال من نزلت الاية فيهم ، اءو المراد بهم الغاصبون لحق اءهل البيت عليهم السلام ، فالمراد بنكثهم ايمانهم : نقض ما عهدوا الى الرسول صلى الله عليه و آله حين بايعوه من الانقياد له فى اءوامره و الانتهاء عند نواهيه و اءن لا يضمروا له العداوة ، فنقضوه و ناقضوا ما اءمرهم به ، و المراد بقصدهم اخراج الرسول صلى الله عليه و آله عزمهم على اخراج من هو كنفس الرسول صلى الله عليه و آله و قائم مقامه باءمرالله و اءمره عن مقام الخلافة و على ابطال اءوامره و وصاياه فى اءهل بيته النازل منزلة اخراجه من مستقره ، و حينئذ يكون من قبيل الاقتباس .
و فى بعض الروايات : لقوم نكثوا ايمانهم و هموا باخراج الرسول و هم بدؤ وكم اءول مرة اءتخشونهم (700) فقوله لقوم متعلق بقوله : تخشونهم
َ الا قد اءخلدتم الى الخفض ، و اءبعدتم من هو اءحق بالبسط و القبض و خلوتم بالدعة ، و نجوتم من الضيق بالسعة ، فمججتم ما وعيتم ، و دسعتم الذى تسوغتم ف (ان تكفروا اءنتم و من فى الارض جميعا فان الله لغنى حميد) (701)... الرؤ ية هنا بمعنى العلم اءو النظر بالعين (702)
َو اخلد اليه : ركن و مال . (703)
َ و الخفض - بالفتح -: سعة العيش . (704)
و المراد بمن هو احق بالبسط و القبض اءميرالمؤ منين عليه السلام ، و صيغة التفضيل مثلها فى قوله تعالى : (قل اءذلك خير اءم جنة الخلد) (705)
َ و خلوت بالشى ء: انفردت به (706) و اجتمعت معه فى خلوة (707)
َو الدعة : الراحة و السكون . (708)
َو مج الشراب من فيه : رمى به . (709)
َو وعيتم ... اءى حفظتم . (710)
َ و الدسع - كالمنع - الدفع و القى ء (711) اخراج البعير الى فيه (712)
َ و ساغ الشراب يسوغ سوغا... اذا سهل مدخله فى الحلق ، (713) و تسوغه : شربه بسهولة
َ و صيغة تكفروا فى كلامها عليهاالسلام اما من الكفران و ترك الشكر - كما هو الظاهر من سياق الكلام حيث قال تعالى : (اذ تاءذن ربكم لئن شكرتم لازيدنكم و لئن كفرتم ان عذابى لشديد # و قال موسى ان تكفروا اءنتم و من فى الارض جميعا فان الله لغنى حميد) (714) - اءو من الكفر بالمعنى الاخص ، و التغيير فى المعنى لا ينافى الاقتباس ، مع اءن فى الاية اءيضا يحتمل هذا المعنى ، و المراد ان تكفروا اءنتم و من فى الارض جميعا من الثقلين فلا يضر ذلك الا اءنفسكم فانه سبحانه غنى عن شكركم و طاعتكم ، مستحق للحمد فى ذاته ، اءو محمود تحمده الملائكة بل جميع الموجودات بلسان الحال ، و ضرر الكفران عائد اليكم حيث حرمتم من فضله تعالى و مزيد انعامه و اكرامه
و الحاصل ؛ انكم انما تركتم الامام بالحق و خلعتم بيعته من رقابكم و رضيتم ببيعة اءبى بكر لعلمكم باءن اءميرالمؤ منين عليه السلام لا يتهاون و لا يداهن فى دين الله ، و لا تاءخذه فى الله لومة لائم ، و ياءمركم بارتكاب الشدائد فى الجهاد و غيره ، و ترك ما تشتهون من زخارف الدنيا، و يقسم الفى ء بينكم بالسوية ، و لا يفضل الرؤ سا و الامراء، و ان اءبابكر رجل سلس القياد، مداهن فى الدين لارضاء العباد، فلذا رفضتم الايمان ، و خرجتم عن طاعته سبحانه الى طاعة الشيطان ، و لا يعود وباله الا اليكم
َ و فى الكشف : اءلا و قد اءرى والله اءن قد اءخلدتم الى الخفض ، و ركنتم الى الدعة ، فمججتم الذى اءوعيتم ، و لفظتم الذى سوغتم
َ و فى رواية ابن ابى طاهر: فعجتم عن الدين ... يقال : ركن اليه - بفتح الكاف و قد يكسر - اءى : مال اليه و سكن و قال الجوهرى : عجت بالمكان اءعوج ... اءى اقمت به و عجت غيرى ... يتعدى و لا يتعدى ، و عجت البعير... عطفت راءسه بالزمام ... و العائج : الواقف ... و ذكر ابن الاعرابى : فلان ما يعوج من (715) شى ء: اءى ما يرجع عنه (716)
َ اءلا و قد قلت ما قلت على معرفة منى بالخذلة التى خامرتكم ، و الغدرة التى استشعرتها قلوبكم ، و لكنها فيضة النفس ، و نفثة الغيظ، و خور القنا، و بثة الصدر، و تقدمة الحجة ... الخذلة : ترك النصر (717) و خامرتكم ... اءى خالطتكم (718)
َو الغدر: ضد الوفاء. (719)
َ و استشعره : (720) اءى لبسه ، و الشعار: الثوب الملاصق للبدن (721)
َ و الفيض - فى الاصل - كثرة الماء و سيلانه ، يقال : فاض الخبر... اءى شاع ، و فاض صدره بالسر... اءى باح به و اظهره ، و يقال : فاضت نفسه ... اءى خرجت روحة (722) و المراد به هنا اظهار المضمر فى النفس لاستيلاء الهم و غلبة الحزن
َ و النفث بالفم شبيه بالنفخ ، (723) و قد يكون للمغتاظ تنفس عال تسكينا لحر القلب و اطفاء لنائرة الغضب
َ و الخور - بالفتح و التحريك : الضعف . (724)
و القنا: جمع قناة و هى الرمح ، (725) و قيل كل عصا مستوية اءو معوجة قناة ، (726) و لعل المراد بخور القنا ضعف النفس عن الصبر على الشدة و كتمان الضر، اءو ضعف ما يعتمد عليه فى النصر على العدو، و الاول اءنسب
َ و البث : النشر و الاظهار، (727) و الهم الذى لا يقدر صاحبه على كتمانه فيبثه ... اءى يفرقه (728)
َ و تقدمة الحجة : اعلام الرجل قبل وقت الحاجة قطعا لاعتذاره بالغفلة .
و الحاصل ؛ اءن استنصارى منكم ، و تظلمى لديكم ، و اقامة الحجة عليكم ، لم يكن رجاء للعون و المظاهرة بل تسلية للنفس ، و تسكينا للغضب ، و اتماما للحجة ، لئلا تقولوا يوم القيامة : (انا كنا عن هذا غافلين ) (729)
فدونكموها فاحتقبوها دبرة الظهر، نقبة الخف ، باقية العار، موسومة بغضب الله و شنار الابد، موصولة ب (نار الله الموقدة # التى تطلع على الافئدة ) (730) فبعين الله ما تفعلون (و سيعلم الذين ظلموا اءى منقلب ينقلبون ) (731)...
َ و الحقب - بالتحريك - حبل يشد به الرحل الى بطن البعير، يقال : احقبت البعير... اءى شددته به ، (732) و كل ما شد فى مؤ خر رحل اءو قتب فقد احتقب ، و منه قيل : احتقب فلان الاثم كاءنه جمعه و احتقبه من خلفه ، (733) فظهر اءن الانسب فى هذا المقام احقبوها - بصيغة الافعال - اءى شدوا عليها ذلك و هيئوها للركوب ، لكن فيما وصل الينا من الروايات على بناء الافتعال
َ و الدبر - بالتحريك - الجرح فى البعير، و قيل : جرح الدابة مطلقا (734)
َو النقب - بالتحريك -: رقة خف البعير. (735)
َو العار الباقى : عيب لا يكون فى معرض الزوال .
َو وسمته وسما وسمة : اذا اثرت فيه بسمة و كى . (736)
َو الشنار: العيب و العار. (737)
َو نار الله الموقدة ... المؤ ججة على الدوام .
َ و الاطلاع على الافئدة ... اشرافها على القلوب بحيث يبلغها اءلمها كما يبلغ ظواهر البدن ، و قيل معناه : ان هذه النار تخرج من الباطن الى الظاهر بخلاف نيران الدنيا
َ و فى الكشف : انها عليهم موصدة - و الموصدة : المطبقة (738)
َ و بعين الله ما تفعلون ... اءى متلبس بعلم الله اءعمالكم ، و يطلع عليها كما يعلم اءحدكم ما يراه و يبصره ، و قيل فى قوله تعالى : (تجرى باءعيننا) (739) ان المعنى تجرى باءعين اءوليائنا من الملائكة و الحفظة
َ و المنقلب : المرجع و المنصرف ، (740) و اءى منصوب عل اءنه صفة مصدر محذوف و العامل فيه ينقلبون ، لان ما قبل الاستفهام لا يعمل فيه ، و انما يعمل فيه ما بعده ، و التقدير سيعلم الذين ظلموا ينقلبون انقلابا اءى انقلاب ؟...
َ و اءنا ابنة نذير لكم ... اءى اءنا ابنة من اءنذركم بعذاب الله على ظلمكم ، فقد تمت الحجة عليكم ، و الامر فى اعملوا و انتظروا للتهديد
و اءما قول الملعون :
و الرائد لا يكذب اءهله ... فهو مثل (741) استشهد به فى صدق الخبر الذى افتراه على النبى صلى الله عليه و آله ، و الرائد: من يتقدم القوم يبصر لهم الكلا و مساقط الكلا و مساقط الغيث ، (742) جعل نفسه - لاحتماله الخلافة التى هى الرئاسة العامة - بمنزلة الرائد للامة الذى يجب عليه اءن ينصحهم و يخبرهم بالصدق
َو المجالدة : المضاربة بالسيوف (743)
َو استبد فلان بالراءى ... اى انفرد به (744) و استقل .
َو لا نزوى عنك ... اءى : لا نقبض و لا نصرف .
َ و لا نوضع من فرعك و اءضلك ... اءى لانحط درجتك (745) و لا ننكر فضل اصولك و اءجدادك و فروعك و اءولادك
َو ترين - من الراءى - بمعنى الاعتقاد. (746)
َ و قولها صلوات الله عليها: سبحان الله ! ما كان رسول الله صلى الله عليه و آله عن كتاب الله صادفا، و لاحكامه مخالفا، بل كان يتبع اءثره ويقفو سوره ، اءفتجمعون الى الغدر اعتلالا عليه بالزور...؟!
َالصادف عن الشى ء: المعرض عنه . (747)
َ و الاثر - بالتحريك و بالكسر -: اثر القدم . (748)
و القفو: الاتباع (749)
َ و السور - بالضم - كل مرتفع عال ، و منه سور المدينة ، (750) و يكون جمع سورة ، و هى كل منزلة من البناء و منه سورة القرآن ، لانها منزلة بعد منزلة ، و تجمع (751) على : سور - بفتح الواو -. (752) و فى العبارة يحتملها، (753) و الضمائر المجرورة تعود الى الله تعالى اءو الى كتابه ، و الثانى اءظهر
َو الاعتدال : ابداء العلة و الاعتذار. (754)
َ و الزور: الكذب . (755)
و هذا بعد وفاته شبيه بما بغى له من الغوائل فى حياته ... .
البغى : الطلب . (756)
و الغوائل : اءلمهالك (757) و الدواهى ، (758) اشارت عليهاالسلام الى ما دبروا - لعنهم الله - فى اهلاك النبى صلى الله عليه و آله و استئصال اءهل بيته عليهم السلام فى العقبتين و غيرهما مما اءوردناه فى هذا الكتاب متفرقا. (759)
هذا كتاب الله حكما عدلا، و ناطقا فصلا، يقول : (يرثنى و يرث من آل يعقوب ) (760) و (ورث سليمان داود) (761) فبين عزوجل وزع عليه من الاقساط، و شرع من الفرائض و الميراث ، و اءباح من حظ الذكران و الاناث ، ما اءزاح علة المبطلين ، و اءزال التظنى و الشبهات فى الغابرين ، كلا (بل سولت لكم اءنفسكم امرا اءنفسكم امرا فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون ) (762)
اقول : سياءتى الكلام فى مواريث الانبياء فى باب المطاعن - ان شاءالله تعالى
َو التوزيع : التقسيم (763)
َو القسط - بالكسر - الحصة و النصيب (764)
َو الازاحة : الاذهاب و الابعاد. (765)
َو التظنى : اعمال الظن ؛ و اصله : التظنن (766)
َ و الغابر: الباقى . (767)
و قد يطلق على الماضى (768)
َ و التسويل : تحسين ما ليس بحسن و تزيينه و تحبيبه الى الانسان ليفعله او يقوله ، (769) و قيل : هو تقدير معنى فى النفس على الطمع فى تمامه
َ فصبر جميل ... اءى فصبرى جميل ، اءو الصبر الجميل اءولى من الجزع الذى لا يغنى شيئا، و قيل : انما يكون الصبر جميلا اذا قصد به وجه الله ، عالى ، و فعل للوجه الذى وجب ، ذكره السيد المرتضى رضى الله عنه ، (770) و خطابك ، فى قول اءبى بكر - من المصدر المضاف الى الفاعل - و مراده بما تقلدو ما اءخذ (771) فك الخلافة ... اءى اءخذت الخلافة بقول المسلمين و اتفاقهم فاز منى القيام بحدودها التى من جملتها اءخذ فدك ، للحديث المذكر
َو المكابرة : المغالبة . (772)
َو الاستبداد: الاستئثار. (773) و الانفراد بالشى ء. (774)
َ قولها صلوات الله عليها: معاشر الناس المسرعة الى قيل الباطل المغضية على الفعل القبيح الخاسر، (اءفلا يتدبرون (775) القرآن اءم على قلوب اءقفالها) (776) (كلا بل ران على قلوبهم ) (777) ما اءساءتم من اءعمالكم فاءخذ بسمعكم و اءبصاركم ، و لبئس ما تاءولتم ، و ساء به ما اءشرتم ، و شر ما منه اعتضتم ...
َ القيل : بمعنى القول و كذا القال . (778)
و قيل : القول فى الخير، و القيل و القال اسمان له (779)
َ و الاغضاء: ادناء الجفون ، (780) و اغضى على الشى ء اءى سكت (781) و رضى به ، و روى عن الصادق و الكاظم عليهماالسلام فى الاية اءن المعنى (اءفلا يتدبرون القرآن ) (782) فيقضوا بما عليهم من الحق . (783) و تنكير القلوب لا رادة قلوب هؤ لاء و من كان مثلهم من غيرهم
َ و الرين : الطبع ، و التغطية (784) و اصله : الغلبة (785)
َ و التاءول و التاءويل : التصيير و الارجاع و نقل الشى ء عن موضعه ، و منه تاءويل الالفاظ... اءى نقل اللفظ عن الظاهر (786)
َو الاشارة : الامر باحسن الوجوه فى امر. (787)
َو شر - كفر - بمعنى ساء. (788)
َ و الاعتياض : اخذ العوض (789) و الرضابه ، و المعنى ساء ما اءخذتم منه عوضا عما تركتم
َ لتجدن والله محمله ثقيلا، و غبه وبيلا، اذا كشف لكم الغطاء و بان ماوراءه الضراء و بدا لكم من ربكم ما لم تكونوا تحتسبون ، و خسر هنا لك المبطلون ...
َالمحمل - كمجلس - مصدر.
َو الغب - بالكسر - العاقبة . (790)
َ و الوبال - فى الاصل -: الثقل و المكروه ، و يراد به فى عرف الشرع : عذاب الاخرة ، (791) و العذاب الوبيل : الشديد (792)
َ و الضراء - بالفتح و التخفيف -: الشجر الملتف - كما مر - (793) يقال : توارى الصيد منى ضراء (794)
َو الوراء: يكون بمعنى قدام كما يكون بمعنى خلف (795) و بالاول فسر قوله تعالى : (و كان وراءهم ملك ياءخذ كل سفينة غصبا) (796) و يحتمل اءن تكون الهاء (797) زيدت من النساخ اءو الهمزة ، فيكون على الاخير بتشديد الراء من قولهم : و رى الشى ء تورية ... اءى اخفاه ، (798) و على التقادير فالمعنى : و ظهر لكم ما ستره عنكم الضراء
َ و بدا لكم من ربكم لم تكونوا تحتسبون ...: اءى ظهر لكم (799) من صنوف العذاب ما لم تكونوا تنتظرونه ، و لا تظنونه واصلا اليكم ، و لم يكن فى حسبانكم
َو المبطل : صاحب الباطل من ابطل الرجل اذا اتى بالباطل . (800)
قد كان بعدك اءنباء و هنبثة     
    لو كنت شاهدها لم يكبر الخطب
انا فقدناك فقد الارض وابلها     
    و اختل قومك فاشهدهم فقد نكبوا (801)

فى الكشف : ثم التفتت الى قبر اءبيها متمثلة بقول هند ابنة اءثاثة ... ثم ذكر الابيات
َ و قال فى النهاية : الهنبثة واحدة الهنابث و هى الامور الشداد المختلفة ، والهنبثة : الاختلاط فى القول و النون زائدة ، (802) و ذكر فيه : اءن فاطمة عليهاالسلام قالت بعد موت النبى صلى الله عليه و آله : قد كان بعدك اءنباء... الى آخر البيتين ، (803) الا انه قال : فاشهدهم و لا تغب (804)
َو الشهود: الحظور. (805)
َ و الخطب - بالفتح -: الامر الذى تقع فيه المخاطبة ، و الشاءن و الحال (806)
َ و الوابل : المطر الشديد. (807)
و نكب فلان عن الطريق كنصر - و فرح - (808) اءى ... عدل و مال . (809)
و كل اءهل له قربى و منزلة     
    عند الاله على الاذنين مقرب

َالقربى - فى الاصل - القرابة فى الرحم . (810)
َو المنزلة : المرتبة (811) و الدرجة و لا تجمع . (812)
َ و الاذنين : هم الاقربون ، (813) و اقترب اءى تقارب . (814)
و قال فى مجمع البيان : (815) فى اقترب زيادة مبالغة على قرب ، كما اءن فى اقتدر زيادة مبالغة على قدر.
و يمكن تصحيح تركيب البيت و تاءويل معناه على وجوه :
الاول : و هو الاظهر، اءن جملة (له قربى ) صفة لاهل ، و التنوين فى (منزلة ) للتعظيم ، و الظرفان متعلقان بالمنزلة لما فيها من معنى الزيادة و الرجحان ، و (مقترب ) خبر لكل ، اءى ذوالقرب الحقيقى ، اءو عند ذى الاهل ، كل اءهل كانت له مزية و زيادة على غيره من الاقربين عندالله تعالى .
و الثانى : تعلق الظرفين بقولها: (مقترب )، اءى كل اءهل له قرب و منزلة من ذى الاهل ، فهو عندالله تعالى مقترب مفضل على سائر الادنين .
و الثالث : تعلق الظرف الاول ب (المنزلة ) و الثانى ب (المقترب )، اءى كل اءهل اتصف بالقربى بالرجل و بالمنزلة عندالله ، فهو مفضل على من هو اءبعد منه .
و الرابع : اءن يكون جملة : (له قربى ) خبر للكل ، (و مقترب ) خبرا ثانيا، و فى الظرفين يجرى الاحتمالات السابقة ، و المعنى اءن كل اءهل نبى من الانبياء له قرب و منزلة عندالله ، و مفضل على سائر الاقارب عند الامة .
اءبدت رجال لنا نجوى صدورهم     
    لما مضيت و حالت دونك الترب

َبدا الامر بدوا: ظهر، و ابداه اظهره . (816)
َ و النجوى : الاسم من نجوته اذا ساورته ، (817) و نجوى صدورهم : ما اءضمروه فى نفوسهم من العداوة و لم يتمكنوا فى اظهاره فى حياته صلى الله عليه و آله ، و فى بعض ‍ النسخ : فحوى صدورهم ، و فحوى القول : معناه ، (818) و المآل واحد.
و قال الفيروزآبادى : الترب و التراب و التربة ... معروف ، و جمع التراب : اءتربة و تربان ، و لم يسمع لسائرها (819) بجمع ، انتهى . (820) فيمكن اءن يكون بصيغة المفرد، و التاءنيث بتاءويل الارض كما قيل ، و الاظهر اءنه - بضم التاء و فتح الراء - جمع تربة ، قال فى مصباح اللغة : التربة : المقبرة ، و الجمع ترب مثل غرفة و غرف (821)
َ و حال الشى ء بينى و بينك ... اءى منعنى من الوصول اليك (822)
َ و دون الشى ء: قريب منه ، (823) يقال : دون النهر جماعة ... اءى قبل اءن تصل اليه
َو التهجم : الاستقبال بالوجه الكريه . (824)
َو المغتصب - على بناء المفعول - المغصوب . (825)
َو المحتجب - على بناء الفاعل .
َو صادفه : وجده و لقيه . (826)
َ و الكثب - بضمتين : جمع كثيب و هو التل من الرمل (827)
َ و الرزء - بالضم مهموزا: المصيبة بفقد الاعزة . (828) و رزئنا - على بناء المجهول
َو الشجن - بالتحريك - الحزن . (829)
َ و فى القاموس : العجم - بالضم و بالتحريك - (830) خلاف العرب (831)
َ قوله : ثم انكفاءت ...
اءقول : وجدت فى نسخة قديمة لكشف الغمة منقولة من خط المصنف مكتوب على هامشها بعد ايراد خطبتها صلوات الله عليها ما هذا لفظه : وجد بخط السيد المرتضى علم الهدى الموسوى قدس الله روحه اءنه لما خرجت فاطمة عليهاالسلام من عند اءبى بكر - حين ردها عن فدك - استقبلها اءميرالمؤ منين عليه السلام فجعلت تعنفه ، ثم قالت : اشتملت ... الى آخر كلامها عليهاالسلام
َو الانكفاء: الرجوع . (832)
َ و توقعت الشى ء و استوقعته ... اءى انتظرت وقوعه (833)
َ و طلعت على القوم : اتيتهم ، (834) و تطلع الطلوع : انتظاره
َ فلما استقرت بها الدار... اءى سكنت (835) كاءنها اضطربت و تحركت بخروجها، اءو على سبيل القلب ، و هذا شائع ، يقال استقرت نوى اليوم و استقرت بهم النوى ... اءى اقاموا (836)
َاشتملت شملة الجنين و قعدت حجرة الظنين ... .
َ اشتمل بالثوب ... اءى اءداره على جسد كله ، و الشملة - بالفتح - كساء يشتمل به ، و الشملة - بالكسر هيئة الاشتمال ، (837) فالشملة اما مفعول مطلق من غير الباب كقوله تعالى : (نباتا) (838) او فى الكلام حذف و ايصال
َ و فى رواية السيد: مشيمة الجنين ... و هى محل الولد فى الرحم (839) و لعله اءظهر
َو الجنين : الولد ما دام فى البطن . (840)
َ و الحجرة - بالضم - حظيرة الابل ، و منه حجرة الدار (841)
و الظنين : المتهم ، (842) و المعنى اختفيت عن الناس كالجنين ، و قعدت عن طلب الحق ، و نزلت منزلة الخائف المتهم
َ و فى رواية السيد: الحجزة - بالزاء المعجمة -، و فى بعض النسخ : قعدت حجزة الظنين ، و قال النهاية (843) الحجزة : موضع شد الازار، ثم قيل للازار: حجزة للمجاورة ، و فى القاموس : (844) الحجزة - معقد الازار... و من الفرس مركب مؤ خر الصفاق بالحقو، و قال : شدة الحجزة : كناية عن الصبر
َنقضت قادمة الاجدل فخانك رييش الاعزل .
َ قوادم الطير: مقاديم ريشه و هى عشر فى كل جناح ، (845) واحدتها قادمة (846)
َو الاجدل : الصقر. (847)
َ و الاعزل : الذى لا سلاح معه . (848)
قيل : لعلها صلوات الله عليها شبهت الصفر الذى نقضت قوادمه بمن لا المعنى ترك طلب الخلافة فى اءول الامر قبل اءن يتمكنوا منها و يشيدوا اءركانها، و ظننت اءن الناس لا يرون غيرك اءهلا للخلافة ، و لا يقدمون عليك اءحدا، فكنت كمن يتوقع الطيران من صقر منقوضة القوادم .
اءقول : و يحتمل اءن يكون المراد اءنك نازلت الابطال ، و خضت الاهوال ، و لم تبال بكثرة الرجال حتى نقضت شوكتهم ، و اليوم غلبت من هؤ لاء الضعفاء و الاراذل ، و سلمت لهم الامر و لا تنازعهم و على هذا، الاظهر اءنه كانه فى الاصل : خاتك - بالتاء المثناة الفوقانية - فصحف ، قال الجوهرى : خات البازى و اختات اءى انقض ... (849) لياءخذه ، و قال الشاعر: (850)
يخوتون اخرى القوم خوت الاجادل
َ و الخائتة : العاقب اذا انقضت فسمعت صوت انقضاضها، و الخوات ... دوى جناح العقاب ... و الخوات - بالتشديد - الرجل الجرى ، (851)، و فى رواية السيد: نفضت - بالفاء - و هو يؤ يد المعنى الاول
َهذا ابن اءبى قحافة يبتزنى نحيلة اءبى ، و بلغة ابنى ، لقد اءجهر فى خصامى ، و اءلفيته اءلد فى كلامى ...
قحافة - بضم القاف و تخفيف المهملة (852)
َ و الابتزاز: الاستلاب ، (853) و اخذ الشى ء بقهر (854) و غلبة من البز بمعنى السلب (855)
َ و النحيلة - فعيلة بمعنى مفعول - من النحلة - بالكسر - بمعنى الهبة (856) و العطية عن طيبة نفس من غير مطالبة (857) اءو من غير عوض (858)
َ و البلغة - بالتصغير - فالتصغير فى النحيلة اءيضا اءنسب
َو ابنى اما بتخفيف الياء فالمراد به الجنس ، اءو تشديدها على التثبية
َو اظهار الشى ء: اعلانه . (859)
َ و الخصام - مصدر - كالمخاصمة ، و يحتمل اءن يكون جمع خصم (860) اءى اءجهر العداوة اءو الكلام لى بين الخصام ، و الاول اءظهر
َ و الفيته ... اءى وجدته . (861)
و الالد: شديد الخصومة ، (862) و ليس فعلا ماضيا، فان فعله على بناء المجرد، و الاضافة فى (كلامى ) اما من قبيل الاضافة الى المخاطب اءو الى المتكلم ، و فى : للظرفية اءو السبية .
و فى رواية السيد: هذا بنى (863) ابى قحافة ... الى قوله : (864) لقد اءجهد فى ضلامتى و اءلد فى خصامتى
َ قال الجزرى يقال جهد الرجل فى الامر: اذا جد و بالغ فيه ، (865) و اجهد دابته : اذا حمل عليها فى السير فوق طاقتها (866)
َ حتى حبستنى قيلة نصرها، و المهاجرة وصلها، و غضت الجماعة دونى طرفها، فلا دافع و لا مانع ...
َ قيلة - بالفتح - اسم قديمة لقبيلتى (867) الانصار، (868)، و المراد: بنوقيلة .
و فى رواية السيد: حين منعتنى الانصار نصرها... و موصوف المهاجرة : الطائفة اءو نحوها، و المراد بوصلها: عونها
َو الطرف - بالفتح - العين . (869)
َو غضة : خفظه . (870)
َ و فى رواية السيد - بعد قولها: و لا مانع -: و لا ناصر و لا شافع
َخرجت كاظمة و عدت راغمة ... .
َ كظم الغيظ: تجرعه و الصبر عليه . (871)
و رغم فلان - بالفتح - اذا ذل ، (872) و عجز عن الانتصاب ممن ظلمه ، (873) و الظاهر من الخروج : الخروج من البيت و هو لا يناسب كاظمة ، الا اءن يراد بها الامتلاء من الغيظ فانه من لوازم الكظم ، و يحتمل اءن يكون المراد الخروج من المسجد المعبر عنه ثانيا بالعود، كما قيل
َو (874) فى رواية السيد مكان عدت : رجعت .
َ اءضرعت خدك يوم اءضعت حدك ، افترست الذئاب ، و افترشت التراب ...
َ ضرع الرجل - مثلثة - (875) خضع و ذل و اضرعه غيره ، (876) و اسناد الضراعة الى الخذلان اءظهر اءفرادها وضع الخد على التراب ، اءو لان الذل يظهر فى الوجه
َ و اضاعة الشى ء و تضييعه : اهماله و اهلاكه . (877)
و حد الرجل - بالحاء المهملة -: باءسه (878) و بطشه ، و فى بعض النسخ بالجيم ... اءى تركت اهتمامك و سعيك
َ و فى رواية السيد: فقد اءضعت جدك يوم اءصرعت خدك
َ و فرس الاسد فريسته - كضرب - و افترسها: دق عنقها، و يستعمل فى كل قتل ، (879) و يمكن اءن يقراء بصيغة الغائب ، فالذئاب مرفوع ، و المعنى : قعدت عن طلب الخلافة ولزمت الارض مع اءنك اءسدالله ، (880) و الخلافة كانت فريستك حتى افترسها و اءخذها الذئب الغاصب لها، و يحتمل اءن يكون بصيغة الخطاب ... اءى كنت تفترس ‍ الذئاب و اليوم افترشت التراب ، و فى بعض النسخ : الذباب - بالباءين الموحدتين - جمع ذبابة ، (881) فيتعين الاول ، و فى بعضها: افترست الذئاب و افترستك الذئاب .
و فى رواية السيد مكانهما: و توسدعت الوراء كالوزغ و مستك الهناة و النزغ ...
َو الوراء بمعنى خلف . (882)
َو الهناة : الشدة و الفتنة . (883)
َ و التزغ : (884) الطعن و الفساد. (885)
ما كففت قائلا، و لا اءغنيت باطلا و لا خيار لى ، ليتنى مت قبل هينتى و دون زلتى
َالكف : المنع . (886)
َ و الاغناء: الصرف و الكف ، يقال : اغن عنى شرك ... اءى اصرفه و كفه ، (887) و به فسر قوله سبحانه : (انهم لن يغنوا عنك من الله شيئا) (888)
َ و فى رواية السيد: و لا اءغنيت طائلا... و هو اءظهر، قال الجوهرى : يقال : هذا اءمر لا طائل فيه اذا لم يكن فيه غناء و مزية . (889) فالمراد بالغناء: النفع (890) و يقال : ما يغنى عنك هذا... اءى ما يجديك و ما ينفعك (891)
َ و الهينة - بالفتح -: العادة فى الرفق و السكون ، (892) و يقال : امش على هينتك ... اءى على رسلك ، (893) اءى ليتنى مت قبل هذا اليوم الذى لابد لى من الصبر على ظلمهم ، و لا محيص لى عن الرفق
َ و الزلة - بفتح الزاى - كما فى النسخ : الاسم (894) من قولك : زللت فى طين اءو منطق : اذا زلقت ، (895) و يكون بمعنى السقطة ، (896) و المراد بها عدم القدرة على دفع الظلم ، و لو كانت الكلمة بالذال المعجمة كان اءظهر و اءوضح ، كما فى رواية السيد، فان فيها:
َو الهفتاه ! (897) ليتنى مت قبل ذلتى ، و دون هينتى ، عذيرى الله منك عاديا، و منك حاميا...
َ العذير: بمعنى العاذر (898) كالسميع ، اءو بمعنى العذر (899) كالاليم
َ و قولها: منك ... اءى من اءجل الاساءة اليك و ايذائك
َ و عذيرى الله ... مرفوعان بالابتدائية و الخبرية
َ و عاديا... اما من قولهم : عدوت فلانا من الامر... اءى صرفته عنه ، (900) و يحتمل اءن يكون اعانتى و الذب عنى ، و الحماية عن الرجل : الدفع عنه ، (901) و يحتمل اءن يكون عذيرى منصوبا - كما هو الشايع فى هذه الكلمة -، و (لله ) مجرورا بالقسم ، يقال : عذيرك من فلان ... اءى هات من يعذرك فيه ، و منه قول اميرالمؤ منين عليه السلام حين نظر الى ابن ملجم لعنه الله : عذيرك من خليلك من مراد...، (902) و الاول اءظهر
َ ويلاى الى ربى ، اللهم اءنت اءشد قوة و حولا و اءحد باءسا و تنكيلا... .
قال الجوهرى : ويل : كلمة مثل : ويح ، الا انها كلمة عذاب يقال : ويله و ويلك و ويلى ، و فى الندبة ويلاه . (903) و لعله جمع فيها بين الف الندبة و ياء المتكلم ، و يحتمل اءن يكون بصيغة التثنية فيكون مبتداء و الظرف خبره و المراد به تكرر الويل .
و فى رواية السيد: ويلاه فى كل شارق ، ويلاه فى كل غارب ، ويلاه ! مات العمد و ذل العضد... الى قولها عليهاالسلام اللهم اءنت اءشد قوة و بطشا
َ و الشارق : الشمس ... اءى عند كل شروق و طلوع صباح كل يوم . قال الجوهرى : (904) الشرق : المشرق ، و الشرق : الشمس يقال طلع الشرق و لا اتيك ما ذر شارق ... و شرقت الشمس تشرق شروقا و شرقا - اءيضا - اءى طلعت ، و اشرقت اءى ... اضاءت
َ و العمد - بالتحريك و بضمتين - جمع العمود (905) و لعل المراد هنا ما يعتمد عليه فى الامور
َ و للشكوى : الاسم من قولك : شكوت فلانا شكاية (906)
َ و العدوى : طلبك الى وال لينقتم لك ممن ظلمك (907)
َ و الحول : القوة و الحيلة و الدفع و المنع ، (908) و الكل هنا محتمل
َو الباءس : العذاب . (909)
َ و التنكيل : العقوبة ، و جعل الرجل نكالا (910) و عبرة لغيره (911)
َ الويل لشانئك ... اءى العذاب ، و الشر (912) لمبغضك ، و الشناءة : البغض (913)
و فى رواية السيد: لمن اءحزنك
َ و نهنهت الرجل عن الشى ء فتنهنه ... اءى كففته و زجرته فكف (914)
َ و الوجد: الغضب (915) اءى امنع نفسك عن غضبك .
و فى بعض النسخ : تنهنهى ، و هو اءظهر
َ و الصفوة - مثلثه - (916) خلاصة الشى ء و خياره (917)
َ و الونى - كفتى - الضعف و الفتور و الكلال ، و الفعل - كوقى - يقى (918)... اءى ما عجزت عن القيام بما اءمرنى به ربى و ما تركت ما دخل تحت قدرتى
َ و البلغة - بالضم - ما يتبلغ (919) به من العيش (920)
و الضامن و الكفيل للرزق هو الله تعالى ، و ما اءعد لها هو ثواب الاخرة
َ و الاحتساب : الاعتداد، و يقال لمن ينوى وجه الله تعالى : احتسبه (921)... اءى اصبرى و ادخرى ثوابه عندالله تعالى
َ و فى رواية السيد: فقال لها اءميرالمؤ منين عليه السلام : لا ويل لك بل الويل لمن اءحزنك ، نهنهى عن وجدك يا بنية الصفوة ، و بقية النبوة ، فماونيت عن حظك ، و لا اءخطاءت فقد ترين مقدرتى ، (922) فان ترزى حقك فرزقك مضمون ، و كفيلك ماءمون ، و ما عندالله خير لك مما قطع عنك .
فرفعت يدها الكريمة فقالت : رضيت و سلمت
َ قال فى القاموس : رزاءه ماله كجعله و عمله رزاء - بالضم -: اءصاب منه شيئا. (923)
اءقول : روى الشيخ (924) كلامها الاخير مع جوابه قريبا مما رواه السيد، و لنذكره بسنده :
9 - قال اءخبرنا محمد (925) بن اءحمد بن شاذان ، عن (926) محمد بن على بن المفضل ، (927) عن محمد بن على بن معمر، (928) عن محمد بن الحسين الزيات ، (929) عن اءحمد بن محمد، عن اءبان بن عثمان ، (930) عن اءبان بن تغلب ، عن جعفر بن محمد علهيماالسلام قال :
لما انصرفت فاطمة عليهاالسلام من عند اءبى بكر اءقبلت على اءميرالمؤ منين عليه السلام .
فقالت له : (931) يابن اءبى طالب ! اشتملت مشيمة الجنين ، و قعدت حجرة الظنين ، نقضت قادمة الاجدل ، فخانك ريش الاعزل ، هذا ابن اءبى قحافة قد ابتزنى نحيلة اءبى و بليغة ابنى ، والله لقد اءجد فى ظلامتى ، (932) و اءلد فى خصامى ، حتى منعتنى قيلة نصرها، و المهاجرة وصلها، و غضت الجماعة دونى طرفها، فلا مانع و لا دافع ، خرجت - والله - كاظمة ، و عدت راغمة ، و ليتنى لاخيار (933) لى ، ليتنى مت قبل ذلك (934) مت قبل ذلتى ! (935) و توفيت قبل منيتى ! عذيرى فيك الله حاميا، و منك عاديا، ويلاه فى كل شارق ! ويلاه ! مات المعتمد و وهن العضد! شكواى الى ربى ، و عدواى الى اءبى ، اللهم اءنت اءشد قوة .
فاءجابها اءميرالمؤ منين عليه السلام : لا ويل لك ، بل الويل لشانئك ، نهنهى من غربك (936) يا بنت الصفوة و بقية النبوة ، فوالله ماونيت فى دينى ، و لا اءخطاءت مقدورى ، فان كنت ترزئين البلغة فرزقك مضمون ، و لعيلتك ماءمون ، و ما اءعد لك خير مما قطع عنك ، فاحتسبى .
فقالت : حسبى الله و نعم الوكيل .
و لندفع الاشكال الذى فلما لا يخطر بالبال عند سماع هذا الجواب و السؤ ال ، و هو:
اءن اعتراض فاطمة عليهاالسلام على اءميرالمؤ منين عليه السلام فى ترك التعرض للخلافة ، و عدم نصرتها، و تخطئته فيهما - مع علمها بامامته ، و وجوب اتباعه و عصمته ، اءنه لم يفعل شيئا الا بامره تعالى و وصيته الرسول صلى الله عليه و آله - مما ينافى عصمتها و جلالتها.
فاءقول : يمكن اءن يجاب عنه : باءن هذه الكلمات صدرت منها عليهاالسلام لبعض المصالح ، و لم تكن واقعا منكرة لما فعله ، بل كانت راضية ، و انما كان غرضها اءن يتبين للناس قبح اءعمالهم و شناعة اءفعالهم ، و اءن سكوته عليه السلام ليس لرضاه بما اءتوا به .
و مثل هذا كثيرا ما يقع فى العادات و المحاورات ، كما اءن ملكا يعاتب بعض خواصه فى اءمر بعض الرعايا، مع علمه ببراءته من جنايتهم ، ليظهر لهم عظم جرمهم ، و اءنه مما استوجب به اءخص الناس بالملك منه المعاتبة .
و نظير ذلك ما فعله موسى عليه السلام - لما رجع الى قومه غضبان اسفا - من القائه الالواح ، و اءخذه براءس اءخيه يجره اليه - و لم يكن غرضه الانكار على هارون ، بل اءراد بذلك اءن يعرف القوم عظم جنايتهم ، و شدة جرمهم ، كما مر الكلام فيه . (937)
و اءما حمله على اءن شدة الغضب و الاسف و الغيظ حملتها على ذلك - مع علمها بحقية ما ارتكبه عليه السلام - فلا ينفع فى دفع الفساد، و ينافى عصمتها و جلالتها التى عجزت من ادراكها اءحلام العباد.
بقى هاهنا اشكال آخر، و هو:
اءن طلب الحق و المبالغة فيه و ان لم يكن منافيا للعصمة ، لكن زهدها صلوات الله عليها، و تركها للدنيا، و عدم اعتدادها بنعيمها و لذاتها، و كمال عرفانها و يقينها بفناء الدنيا، و توجه نفسها القدسية ، و انصراف همتها العالية دائما الى اللذات المعنوية و الدرجات الاخروية ، لا تناسب مثل هذا الاهتمام فى اءمر فدك ، و الخروج الى مجمع الناس ، و المنازعة مع المنافقين فى تحصيله .
و الجواب عنه منه وجهين :
الاول : اءن ذلك لم يكن مخصوصا لا، بل كان اءولادها البررة الكرام مشاركين لها فيه ، فلم يكن يجوز لها المداهنة و المساهلة و المحاباة و عدم المبالاة فى ذلك ، ليصير سببا لتضييع حقوق جماعة من الائمة الاعلام و الاشراف الكرام .
نعم كان مختصا بها كان لها تركه و الزاهد فيه و عدم التاءثر من فوته .
الثانى : (938) اءن تلك الامور لم تكن لمحبة فدك و حب الدنيا، بل كان الغرض اظهار ظلمهم و جورهم و كفرهم و نفاقهم ، و هذا كان من اءهم اءمور الدين و اءعظم الحقوق على المسلمين .
و يؤ يده اءنها صلوات الله عليها صرحت فى آخر الكلام حيث قالت : قلت ما قلت على معرفة منى بالخذلة ... .
و كفى بهذه الخطبة بينة على كفرهم و نفاقهم .
و نشيد ذلك بايراد رواية بعض المخالفين فى ذلك :
10 - روى ابن اءبى الحديد - (939) عن اءحمد بن عبدالعزيز الجوهرى :
اءن اءبابكر لما سمع خطبة فاطمة عليهاالسلام فى فدك شق عليه (940) مقالتها، فصعد المنبر فقال : اءيها الناس ! ما هذه الرعة الى كل قالة ! اءين كانت هذه الامانى فى عهد رسول الله صلى الله عليه و آله ! اءلا من سمع فليقل ، و من شهد فليتكلم ، انما هو ثعالة شهيدة ذنبه ، مرب بكل (941) فتنة ، هو الذى يقول كروها جذعة بعد ما هرمت ، تستعينون بالضعفة و تستنصرون (942) بالنساء، كاءم طحال اءحب اهلها اليها البغى . اءلا انى لو اءشاء اءن اءقول لقلت ، و لو قلت لبحت ، انى ساكت ما تركت .
ثم التفت الى الانصار فقال : قد بلغنى يا معاشر (943) الانصار مقالة سفهائكم ، و اءحق من لزم عهد رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم اءنتم ، فقد جاءكم فآويتم و نصرتم ، اءلا و انى لست باسطا يدا و لسانا (944) على من لم يستحق ذلك منا... ثم نزل .
فانصرفت فاطمة عليهاالسلام الى منزلها.
ثم قال ابن اءبى الحديد: (945) قراءت هذا الكلام على النقيب يحيى بن اءبى زيد البصرى . فقلت له : (946) بمن يعرض ؟ فقال : بل يصرح .
قلت : لو صرح لم اءساءلك ؟ فضحك و قال : بعلى بن اءبى طالب عليه السلام .
قلت : اءهذا الكلام كله لعلى عليه السلام ؟! قال : (947) نعم انه الملك يا بنى !
قلت : فما مقالة الانصار؟ قال : هتفوا بذكر على فخاف من اضطراب الامر عليه (948) فنهاهم .
فساءلته عن غريبه
َ فقال : ما هذه الرعة (949) - بالتخفيف - اءى : الاستماع و الاصغاء (950)
َو القالة : القول . (951)
َ و ثعالة : اسم للثعلب (952) علم غير مصروف ، مثل ذؤ الة للذئب
َ و شهيده ذنبه ... اءى : لا شاهد على ما يدعى الا بعضه و جزء منه ، و اءصله مثل ، قالوا: ان الثعلب اءراد يغرى الاسد بالذئب ، فقال : انه اءكل الشاة التى اءعددتها لنفسك ، قال : (953) فمن يشهد لك بذلك ؟ فرفع و عليه دم ، و كان الاسد قد افتقد الشاة ، فقبل شهادته و قتل الذئب
َو مرب : ملازم ، اءرب : لازم (954) بالمكان :
َ و كروها جذعة : اءعيدوها الى الحال الاولى ، يعنى الفتنة و الهرج
َو اءم طحال : امراءة بغى فى الجاهلية ، فضرب بها المثل ، يقال : (955) اءزنى من اءم طحال ، انتهى .
اءقول : الرعة - بالراء - كما فى نسخ الشرح ، بمعنى : الاستماع ، لم نجده فى كلام اللغويين ، (956) و يمكن اءن يكون بالدال المهملة بمعنى السكون ، (957) و يكون الغلط من النساخ ، و يكون تفسير النقيب بيانا لحاصل المعنى
11 - و روى (958) اءيضا عن اءحمد بن عبدالعزيز الجوهرى ، عن هشام بن محمد، عن اءبيه قال : قالت فاطمة عليهاالسلام : ان اءم ايمن تشهد اءن رسول الله صلى الله عليه و آله اءعطانى فدك .
فقال لها: يا بنة رسول الله ، والله ما خلق الله خلقا اءحب الى من رسول الله صلى الله عليه و آله اءبيك ، و لوددت اءن السماء وقعت على الارض يم مات اءبوك ، والله لان تفتقر عائشة اءحب الى من اءن تفتقرى ، اءترانى اءعطى الاسود، و الاحمر (959) حقه و اءظلمك حقك و اءنت بنت رسول الله صلى الله عليه و آله ؟! ان هذاالمال لم يكن للنبى صلى الله عليه و آله انما كان من (960) اءموال المسلمين يحمل النبى به الرجال و ينفقه فى سبيل الله ، فلما توفى رسول الله صلى الله عليه و آله وليته كما كان يليه .
قالت : والله لا كلمتك اءبدا. قال : والله لا هجرتك اءبدا.
قالت : والله لا دعون الله عليك . قال : والله لادعون الله لك .
فلما حضرتها الوفاة اءوصت اءن يصلى عليها، فدفنت ليلا، و صلى عليها العباس (961) بن عبدالمطلب ، و كان بين وفاتها و رفاة اءبيها اثنتان و سبعون ليلة .
و من روايتهم الصحيحة الصريحة فى اءنها صلوات الله عليها استمرت على الغضب حتى ماتت : ما رواه مسلم (962) و اءبوداود (963) فى صحاحهما، و اءورده فى جامع الاصول (964) فى الفضل الثالث من كتاب المواريث فى حرف الفاء، عن عائشة قالت :
ان فاطمة عليهاالسلام بنت رسول الله صلى الله عليه و آله ساءلت اءبوبكر الصديق بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه و آله اءن يقسم لها ميراثها مما ترك رسول الله صلى الله عليه و آله مما اءفاء الله عليه .
فقال لها اءبوبكر: (965) ان رسول الله صلى الله عليه و آله قال : لا نورث ، ما تركناه صدقة .
فغضب فاطمة فهجرته ، فلم تزل بذلك حتى توفيت ، و عاشت بعد رسول الله صلى الله عليه و آله ستة اءشهر الا ليالى .
و كانت تساءله اءن يقسم لها نصيبها مما اءفاء الله على رسوله من خيبر و فدك ، (966) و من صدقته بالمدينة .
فقال اءبوبكر: لست بالذى اءقسم من ذلك ، (967) و لست تاركا شيئا كان رسول الله صلى الله عليه و آله يعمل به فيها الا عملته ، فانى اءخشى ان تركت شيئا من اءمره اءن اءزيغ .
ثم فعل ذلك عمر، فاءما صدقته بالمدينة فدفعها عمر الى على و العباس ، و اءمسك خيبر و فدك ، و قال : هما صدقته رسول الله صلى الله عليه و آله كانتا لحقوقه (968) و نوائبه ، و اءمرهما الى من ولى الامر.
قال : فهما على ذلك الى اليوم .
و قال فى جامع الاصول : اءخرجه مسلم ، و لم يخرج منه (969) البخارى (970) الا قوله : ان رسول الله صلى الله عليه و آله قال : لا نورث ،. تركناه صدقة . و لقلة ما اءخرج منه لم تعلم (971) له علامة ، و اءخرج اءبوداود نحو مسلم ، انتهى
تبيين : (972) اعلم اءن المخالفين فى صحاحهم رووا اءخبارا كثيرة : فى اءن من مخالف الامام ، و خرج من طاعته ، و فارق الجماعة ، و لم يعرف امام زمانه مات ميتة جاهلية . (973)
و روى البخارى (974) و مسلم (975) فى صحيحهما، و روى فى جامع الاصول (976) اءيضا عنهما، عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه و آله : من (977) كره من اءميره شيئا فليصبر، فانه من خرج من طاعتة (978) السلطان شبرا مات ميتة جاهلية .
و فى رواية اءخرى : (979) فليصبر عليه ، فانه من فارق الجماعة شبرا فمات فميتته (980) جاهلية .
و روى مسلم فى صحيحه (981) و ذكره فى جامع الاصول (982) اءيضا، عن نافع قال : لما خلعوا يزيد و اجتمعوا على ابن مطيع اءتاه ابن عمر، فقال عبدالله : (983) اطرحوا لابى عبدالرحمن وسادة ، فقال له عبدالله بن عمر: انى لم اءتك لاجلس ، اءتيتك لاحدثك حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه و آله ، (984) يقول : من خلع يدا من طاعة لقى الله يوم القيامة و لا حجة له ، و من مات و ليس فى عنقه بيعة مات ميتة جاهلية . (985)
و اءما من طرق اءصحابنا فالاخبار فيه اءكثر من اءن تحصى ، و ستاءتى فى مضانها. (986)
فنقول : لا اءظنك ترتاب بعد ما اءسلفناه من الروايات المنقولة من طريق المخالف و المؤ الف فى اءن فاطمة صلوات الله عليها كانت ساخطة عليهم ، حاكمة بكفرهم و ضلالهم غير مذعنة بامامتهم و لا مطيعة لهم ، و اءنها قد استمرت على تلك الحالة حتى سبقت الى كرامة الله و رضوانه .
فمن قال بامامة اءبى بكر لا محيص له عن القول باءن سيدة نساءالعالمين و من طهرها الله فى كتابه من كل رجس ، و قال النبى صلى الله عليه و آله فى فضلها ما قال ، قد ماتت ميتة جاهلية ! و ميتة كفر و ضلال و نفاق !
و لا اءظن ملحدا و زنديقا رضى بهذا القول الشنيع .
و من الغرائب اءن المخالفين لما اضطروا و انسدت عليهم الطرق ، لجاءوا الى منع دوام سخطها عليهاالسلام على اءبى بكر، مع روايتهم (987) تلك الاخبار فى كتبهم المعتبرة .
و روايتهم : (988) اءن اءميرالمؤ منين عليه السلام لم يبايع اءبابكر فى حياة فاطمة عليهاالسلام ، و لا بايعة اءحد من بنى هاشم الا بعد موتها، و اءنه كان لعلى عليه السلام وجه الناس عن على عليه السلام ، فلما راءى ذلك ضرع الى مصالحة اءبى بكر، روى ذلك مسلم فى صحيحه ، (989) و ذكره (990) فى جامع الاصول (991) فى الباب الثانى من كتاب الخلافة فى حرف الخاء.
و لا يخفى وهن هذا القول بعد ملاحظة ما تقدم على ذى مسكة

نوشتن دیدگاه

تصویر امنیتی
تصویر امنیتی جدید

مؤسسه جهانی سبطین علیهما السلام

loading...
اخبار مؤسسه
فروشگاه
درباره مؤسسه
کلام جاودان - اهل بیت علیهم السلام
آرشیو صوت - ادعیه و زیارات عقائد - تشیع

@sibtayn_fa





مطالب ارسالی به واتس اپ
loading...
آخرین
مولودی
سخنرانی
تصویر

روزشمارتاریخ اسلام

1 شـوال

١ـ عید سعید فطر٢ـ وقوع جنگ قرقره الكُدر٣ـ مرگ عمرو بن عاص 1ـ عید سعید فطردر دین مقدس...


ادامه ...

3 شـوال

قتل متوكل عباسی در سوم شوال سال 247 هـ .ق. متوكل عباسی ملعون، به دستور فرزندش به قتل...


ادامه ...

4 شـوال

غزوه حنین بنا بر نقل برخی تاریخ نویسان غزوه حنین در چهارم شوال سال هشتم هـ .ق. یعنی...


ادامه ...

5 شـوال

١- حركت سپاه امیرمؤمنان امام علی (علیه السلام) به سوی جنگ صفین٢ـ ورود حضرت مسلم بن عقیل...


ادامه ...

8 شـوال

ویرانی قبور ائمه بقیع (علیهم السلام) به دست وهابیون (لعنهم الله) در هشتم شوال سال 1344 هـ .ق....


ادامه ...

11 شـوال

عزیمت پیامبر اكرم (صلی الله علیه و آله و سلم) به طایف برای تبلیغ دین اسلام در یازدهم...


ادامه ...

14 شـوال

مرگ عبدالملك بن مروان در روز چهاردهم شـوال سال 86 هـ .ق عبدالملك بن مروان خونریز و بخیل...


ادامه ...

15 شـوال

١ ـ وقوع ردّ الشمس برای حضرت امیرالمؤمنین علی(علیه السلام)٢ ـ وقوع جنگ بنی قینقاع٣ ـ وقوع...


ادامه ...

17 شـوال

١ـ وقوع غزوه خندق٢ـ وفات اباصلت هروی1ـ وقوع غزوه خندقدر هفدهم شوال سال پنجم هـ .ق. غزوه...


ادامه ...

25 شـوال

شهادت حضرت امام جعفر صادق(علیه السلام) ، رییس مذهب شیعه در بیست و پنجم شوال سال 148 هـ...


ادامه ...

27 شـوال

هلاكت مقتدر بالله عباسی در بیست و هفتم شوال سال 320 هـ .ق. مقتدر بالله، هجدهمین خلیفه عباسی...


ادامه ...
012345678910

انتشارات مؤسسه جهانی سبطين عليهما السلام
  1. دستاوردهای مؤسسه
  2. سخنرانی
  3. مداحی
  4. کلیپ های تولیدی مؤسسه

سلام ، برای ارسال سؤال خود و یا صحبت با کارشناس سایت بر روی نام کارشناس کلیک و یا برای ارسال ایمیل به نشانی زیر کلیک کنید[email protected]

تماس با ما
Close and go back to page